تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الأربعاء، عن اعتلال الدماغ الكبدي، الاضطراب الذي يحدث حين تتراكم السموم (التي يتخلص منها الجسم عن طريق الكبد) في الدم، وتنتقل إلى الدماغ.
وتوضح نشرة المعهد علامات هذا الاعتلال وأعراضه، والتي تتراوح شدتها من خفيفة يصعب تمييزها إلى مضاعفات خطيرة قد تهدد الحياة، إضافة إلى طرق التشخيص، وأنواع العلاجات الأولية والإضافية المستخدمة.
اعتلال الدماغ الكبدي هو اضطراب دماغي يتطور لدى بعض الأفراد المصابين بأمراض الكبد. وهو اضطراب معقد يشمل طيفًا أو سلسلة متصلة من المرض تتراوح من حالة خفية مع عدم وجود علامات أو أعراض خارجية إلى شكل حاد يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
ترتبط الأعراض بخلل وظيفي تدريجي في الدماغ وقد تشمل تغيرات في الشخصية وضعفًا فكريًا وضعفًا في الذاكرة وفقدانًا للوعي (غيبوبة).
يمكن أن يحدث الاعتلال الدماغي الكبدي لدى الأفراد المصابين بأمراض الكبد الحادة أو المزمنة. يحدث الاعتلال الدماغي الكبدي عندما تتراكم السموم (التي يتخلص منها الجسم عادةً عن طريق الكبد) في الدم، وتنتقل في النهاية إلى الدماغ. يمكن عكس العديد من أعراض الاعتلال الدماغي الكبدي عند اكتشافها وعلاجها على الفور.
العلامات والأعراض:
يشمل اعتلال الدماغ الكبدي طيفًا أو سلسلة متصلة من المرض، وبالتالي، يمكن أن تختلف أعراض الاضطراب وشدته بشكل كبير من شخص لآخر. يمكن أن تتراوح شدة الاعتلال الدماغي الكبدي من أعراض خفيفة يصعب تمييزها إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة. قد يتطور الاعتلال الدماغي الكبدي ببطء بمرور الوقت لدى الأفراد المصابين بمرض كبدي مزمن أو قد يحدث بشكل عرضي، ويتفاقم ثم يتحسن ليعود مرة أخرى.
غالبًا ما تحدث نوبة من الاعتلال الدماغي الكبدي بسبب حالات معينة مثل العدوى أو نزيف الجهاز الهضمي أو الإمساك أو بعض الأدوية أو الجراحة أو الإفراط في تناول الكحوليات. يمكن أن تتطور نوبات الاعتلال الدماغي الكبدي بسرعة ودون سابق إنذار، مما يستلزم في كثير من الأحيان دخول المستشفى.
من المهم ملاحظة أن الأفراد المصابين قد لا يعانون من جميع الأعراض، ولكن تشمل الاعراض بشكل عام:
– التورم (الوذمة) في الدماغ وزيادة الضغط داخل الجمجمة مما قد يتسبب في حدوث مضاعفات تهدد الحياة.
– يمكن أن يرتبط الاعتلال الدماغي الكبدي بأعراض أكثر شدة بما في ذلك انخفاض اليقظة وقصر مدى الانتباه واضطراب أنماط النوم والارتباك الخفيف وتباطؤ القدرة على أداء المهام العقلية وتغيرات الحالة المزاجية أو الشخصية.
– يمكن أيضًا ملاحظة تغييرات ملحوظة في الذاكرة أو التركيز أو الوظيفة الفكرية. عندما يعاني الأفراد المصابون من علامات وأعراض خارجية واضحة، يمكن الإشارة إلى الاضطراب باسم اعتلال الدماغ الكبدي الصريح.
– في النهاية، قد يصاب الأفراد المصابون بالخمول، والكلام المشوش، والارتباك، والتأثير على أداء المهام العقلية، وانحدار المهارات التي تتطلب تنسيق الأنشطة العقلية والبدنية (التخلف الحركي النفسي). قد يصاب الأفراد المتأثرون أيضًا بتغيرات واضحة في الشخصية بما في ذلك السلوك غير المناسب أو عدم ضبط النفس. قد يرفرف بعض الأفراد بأيديهم ببطء لأعلى ولأسفل عند محاولة رفع أذرعهم، وهي حالة تعرف باسم أستريكس.
– في أشد أشكال الاعتلال الدماغي الكبدي، قد يصاب الأفراد المصابون بالارتباك الملحوظ، أو فقدان الذاكرة، أو فقدان الوعي (الذهول) أو فقدان الوعي (الغيبوبة).
– تشمل المضاعفات الإضافية الخطيرة والمهددة للحياة تلف دائم في الجهاز العصبي وفشل القلب وتشوهات الكلى بما في ذلك الفشل الكلوي واضطراب التنفس (الجهاز التنفسي) وتسمم الدم (الإنتان).
التشخيص:
قد يشتبه في تشخيص اعتلال الدماغ الكبدي لدى بعض الأفراد المصابين بأمراض الكبد بناءً على تحديد الأعراض المميزة، والتاريخ المفصل للمريض، والتقييم السريري الشامل ومجموعة متنوعة من الاختبارات المتخصصة التي تُستخدم لاستبعاد الحالات الأخرى. قد تشمل هذه الاختبارات تعداد الدم الكامل، واختبارات وظائف الكبد، والاختبارات التي تزيد مستويات الأمونيا في الدم، وقد يكون مخطط كهربية الدماغ، وهو اختبار يقيس النشاط الكهربائي للدماغ ، مفيدًا في الكشف عن اعتلال الدماغ. يمكن استخدام تقنيات التصوير المتخصصة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) لاستبعاد الحالات الأخرى التي تؤثر على الدماغ مثل الأورام.
العلاج:
قد تختلف العلاجات المحددة المستخدمة في علاج الاعتلال الدماغي الكبدي اعتمادًا على العديد من العوامل بما في ذلك وجود أو عدم وجود أعراض معينة، وشدة الاضطراب وشدة مرض الكبد الأساسي، وعمر الفرد، والصحة العامة وعوامل أخرى. يمكن أن تكون نوبة الاعتلال الدماغي الكبدي حالة طبية طارئة تتطلب زيارة الطوارئ أو دخول المستشفى.
قد تهدف العلاجات الأولية إلى تحديد وإزالة الحدث المحفز مثل العدوى أو نزيف الجهاز الهضمي أو بعض الأدوية أو اختلال وظائف الكلى. قد تشمل هذه العلاجات الأدوية لعلاج العدوى أو الأدوية أو الإجراءات لتخفيف النزيف أو السيطرة عليه، ووقف استخدام الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى نوبة.
يهدف العلاج الإضافي للأفراد المصابين بالاعتلال الدماغي الكبدي عادةً إلى خفض مستويات الأمونيا والسموم الأخرى في الدم. نظرًا لأن هذه السموم تنشأ في الأصل في القناة الهضمية، يتم توجيه العلاجات نحو الجهاز الهضمي. قد تشمل هذه العلاجات، استخدام السكريات الاصطناعية التي تسرع مرور الطعام عبر الجهاز الهضمي وتمنع امتصاص الأمعاء للسموم والمضادات الحيوية التي تعمل على البكتيريا في القولون. كما يمكن استخدام المضادات الحيوية جنبًا إلى جنب للسكريات الصناعية