الدغمي : ان عدم حل القضية الفلسطينية التي هي جوهر الصراع في المنطقة يشكل حجر عثرة في طريق الاستقرار والسلام
الدغمي : نؤكد على موقفنا الثابت بوحدة أراضي سوريا وسلامة ترابها الوطني ونرفض التدخلات الخارجية
أكد رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي على عمق العلاقات والتعاون والتنسيق والحوار ما بين الأردن والاتحاد الأوروبي بمؤسساته الثلاث وهي المفوضية الاوروبية والمجلس الأوروبي والبرلمان الأوروبي.
وزاد ان العلاقات بين الأردن والاتحاد هي علاقة استراتيجية وراسخة، حيث يعتبر الأردن الاتحاد الأوروبي شريكاً رئيسياً واستراتيجياً.
حديث الدغمي جاء خلال مداخلة له اليوم الاربعاء لدى بدء اعمال اجتماعات اللقاء البرلماني العاشر للأردن مع البرلمان الأوروبي المنعقد حالياً في مقر البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية .
واعرب الدغمي الذي يترأس الوفد البرلماني الأردني المشارك عن تقديره للتعاون الوثيق مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي وقياداته وكذلك مع الدول الأعضاء بشكل منفرد.
وعبر عن تثمينه للبرلمان الأوروبي ولجنة العلاقات مع المشرق لدعوتهم الكريمة، لافتاً إلى ان مشاركة الوفد البرلماني الأردني خلال اعمال اللقاء البرلماني العاشر للأردن مع البرلمان الأوروبي تعد فرصة لتعزيز الحوار الأردني – الاوروبي على المستوى البرلماني والتي تأتي استكمالاً للاجتماعات واللقاءات السابقة.
وابدى الدغمي عن أمله ان تتيح الاجتماعات مع البرلمان الأوروبي فرصة للتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك، لافتاً بذات الوقت الي اهمية تبادل الزيارات ووجهات النظر بين الأردن والاتحاد في القضايا الدولية والإقليمية والمحلية.
واعاد رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي تأكيده ان العلاقات مع الاتحاد الأوروبي تنمو باستمرار في جميع المستويات والمجالات وخصوصاً المجالين الإقليمي والعالمي، حيث يثمن الأردن المخرجات التي خلص اليها اجتماع مجلس الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي الذي عقد في منطقة البحر الميت الشهر الماضي، لافتاً الى انه كان اول اجتماع يعقد خارج دول الاتحاد، في مؤشر واضح على متانة هذه العلاقات مستعرضاً اهم مخرجاته من اعتماد أولويات الشراكة المقبلة للفترة ما بين عام 2022 وحتى عام 2027، والتي ركزت على ثلاث محاور رئيسية وهي تعزيز التعاون في مجال الامن والاستقرار الإقليميين، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي المستدام، وتدعيم الحاكمية الرشيدة.
وبين ان الدعم الاوروبي ساهم في معالجة وتخفيف حدة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الأردن، نتيجة للصراعات والأزمات في المنطقة والعالم، كما ساهمت الاستجابة السريعة للاتحاد الأوروبي في مساعدة الأردن في مواجهة فايروس كورونا عبر المساعدة في توفير اللقاحات وهو ما مكن من حماية المواطنين وكذلك اللاجئين والمقيمين في المملكة.
وتابع بذات السياق انه كان لدعم منشأة الامن الغذائي الأوروبي دوراً مهماً كذلك في التخفيف من عبء ارتفاع الأسعار على المواد الغذائية، واننا نعتمد على هذا الدعم الكريم الذي ما زلنا في امس الحاجة اليه لاسيما واننا ما زلنا نتعامل مع تداعيات الازمات في المنطقة والعالم.
و فيما يتعلق بالتحديات والأزمات الإقليمية والدولية التي يعاني منها الأردن والمنطقة قال الدغمي ان الأردن ما يزال يواجه تحديات اجتماعية واقتصادية وأمنية متفاقمة بسبب تأثر المملكة بالأزمات المتعددة في المنطقة والعالم، وأهمها القضية الفلسطينية والازمة السورية، وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتداعيات أزمة وباء كورونا والازمة الأوكرانية.
و زاد ان الأردن كذلك يدرك التحديات التي تواجه اوروبا نظرا لتداعيات هذه الازمات، كما ونقدر في ذات الوقت التزام الجانب الأوروبي بالحفاظ على نفس مستوى الدعم المقدم للأردن، وضمان زيادته في المستقبل وهو ما له من أهمية كبرى بالحفاظ على مخرجات التنمية والاستقرار في الأردن والمنطقة.
وبشأن القضية الفلسطينية قال الدغمي : ان عدم حل القضية الفلسطينية التي هي جوهر الصراع في المنطقة يشكل حجر عثرة في طريق الاستقرار والسلام، ونؤكد على ضرورة حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وقضايا الصراع الجوهرية وعلى رأسها ملفات الحل النهائي وهي القدس واللاجئين والحدود والامن والمياه.
واعاد مؤكداً على ضرورة حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين بما يضمن قيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وزاد مشدداً في هذا الصدد على اهمية الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
و تابع قائلاً : نرفض المساس بهذا الوضع من خلال ما يسمى التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونم والتأكيد على الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية في المسيحية في القدس.
و قال : ان الاردن يثمن الدعم المقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيني الأونروا، ونؤكد على ضرورة مواصلة تقديم الدعم للوكالة من اجل استمرارها في تقديمها لخدماتها لما يقارب 6 مليون لاجئ في مناطق عملها الخمسة.
و بشأن الازمة السورية قال رئيس مجلس النواب المحامي عبد الكريم الدغمي : اننا في الأردن نؤكد على موقفنا الثابت وهو وحدة أراضي سوريا وسلامة ترابها الوطني ورفض التدخلات الخارجية، وضرورة ضمان عودة اللاجئين والمهجرين الطوعية الى أماكن سكناهم.
وابدى ترحيبه بمخرجات مؤتمر بروكسل السادس الذي عقد في أيار الماضي لتوليد التمويل للشعب السوري والمجتمعات المستضيفة للاجئين، لافتاً إلى ان الأردن يرى ضرورة استمرار العمل على انهاء هذه الازمة، ومع ذلك يستمر ضعف تمويل خطة الاستجابة الوطنية للازمة السورية وهو ما يؤثر بشكل سلبي على اللاجئين والمجتمعات المستضيفة والأكثر ضعفا.
وحول الازمة الاوكرانية قال : ان الموقف من الازمة الاوكرانية واضح اننا نواصل متابعتها بقلق و اننا صوتنا لصالح قراري الجمعية العامة وأكدنا في مناسبات عديدة في هذا الخصوص أهمية احترام سيادة الدول واستقرارها وسلامة ارضيها.
و تابع قائلاً : ان الأردن اتخذ العديد من التدابير من اجل لم شمل عائلات اوكرانية مع عائلاتهم، وشاركت الهيئة الخيرية الهاشمية في مؤتمر وارسو وقمنا بتوفير مساعدات اغاثية طبية.
وقال بشأن منطقة الشرق الأوسط : ان المنطقة تعاني من أزمات متعددة ومعقدة ونزاعات وحروب وتغير مناخي، وكل هذا يترك اثر بالغ على المنطقة وقد زادت الازمة الأوكرانية من الأثر الإنساني على ملايين البشر كما اثرت سلباً على الفلسطينيين واليمنيين والسوريين واللاجئين وغيرهم بسبب الاحتياجات الإنسانية وحاجتهم للدعم الإنساني.
كما استعرض الدغمي خلال مداخلته واقع الحياة السياسية في الأردن والمنظومة السياسية والإصلاح السياسي وقانوني الانتخاب والأحزاب مع الإشارة الى دور المرأة والشباب.
من جانبهم اكد اعضاء الوفد النواب : طلال النسور، و خلدون حينا، وعيد النعيمات، و فريد حداد، وأسماء الرواحنة وخالد الشلول على متانة العلاقات التي تجمع الأردن بدول الإتحاد الأوروبي، لافتين الى أهمية تعزيزها و البناء عليها بعديد من المجالات و على مختلف الأصعدة سيما البرلمانية منها.
و قالوا ان اللقاء البرلماني الذي يجمعهم مع أعضاء البرلمان الأوروبي من شأنه تقريب المواقف ووجهات النظر حيال عديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم المصالح المشتركة.
من جانبها قالت رئيس وفد العلاقات مع دول المشرق ايزابيل سانتوس : أننا في الاتحاد الأوروبي نعرف حجم التحديات الكبيرة في المنطقة، ونعرف ان الأردن بلد يشكل عامل استقرار، ويتمتع بمصداقية كبيرة وهو شريك استراتيجي مهم.
فيما قالت نائب الرئيس المسؤول عن ملف الشرق الأوسط ايفا كيلي : إن الأردن قدم تضحيات كبيرة خصوصاً في ملف اللاجئين، وان الأردن هو دولة ذات مصداقية عالية لها احترامها.
و لفتت الى ان الأردن يمثل عنوان للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
و زادت مشيرة إلى انها بصدد زيارة الأردن قريباً و ذلك بهدف زيادة فعالية التعاون البرلماني بين البرلمان الأوروبي والبرلمان الأردني.
كما شارك ضمن الوفد البرلماني عضو مجلس الأعيان الدكتور نضال القطامين، فيما حضر الاجتماعات التي عقدها الوفد البرلماني السفيرة الأردنية المعتمدة لدى بروكسل سجى المجالي.