ملتقى سياسي للنواب السابقين!
أعلن أحد البرلمانيين السابقين عن اطلاق ملتقى سياسي يجمع نواباً سابقين و تنطلق أولى نشاطاته قريباً من خلال ورشة عمل سياسية ينظمها «مركز نيسان للتنمية السياسية و البرلمانية».
الملتقى يهدف إلى بلورة دعم لمسيرة الاصلاح السياسي من خلال التقاء الخبرات النيابية السابقة و الخروج بتوصيات و خطط عمل.
كما هي حال كل ورشات العمل و لجان تنمية العمل السياسي كما، يبدو التصريح الخارج عن الجهة الراعية للملتقى منمقاً و يغري المتابعين لكنه في الحقيقة محض تنظير سياسي لا يسمن و لا يغني من جوع كون أعضاء الملتقى هم نواب سابقون لم يتمكنوا من خلق حالة سياسية حقيقية كتلك التي يطمحون لخلقها من خلال الملتقى عندما تولوا تمثيل الناس في البرلمان و امتلكوا القدرة على الدفع باتجاه التغيير السياسي الجاد، فكيف بهم الآن يتصدون لذلك و قد لزم كثير منهم بيته باحثاً عن دور جديد؟!
على الأغلب سيمر هذا الملتقى مثله مثل غيره من الولائم التي جمعت و تجمع كثير من النواب و عادة لا يتجاوز اطارها النقد الذي يرقى إلى «النميمة» و المجاملات، لا أكثر و لا أقل!
ما الذي يجعل الأجواء السياسية تميل إلى هذا السلوك المحبط بدلاً من تجمع أصحاب الفكر و الثقافة السياسية للتأسيس لأحزاب و تيارات سياسية فعّالة؟
ما الذي سيجلب الشرعية السياسية لاجتماع نواب سابقين تحت مظلة تعريف سياسي هلامي في وقت عانت منه البرلمانات السابقة و على امتداد ما يقارب العقدين و نصف من ضعف الاداء و طغيان التيار الخدماتي على السياسي؟ أهو فراغ ما بعد التقاعد؟
البلاد تحتاج مبادرات سياسية جادة تنشل الناس من احباط تجارب التصدي للعمل السياسي.
تلوح في الأفق اتجاهات لتأسيس أحزاب سياسية غير تقليدية، و لعل محاولات تيار «معا» المنتظر أن يتقولب في اطار حزب سياسي يتبنى «الدولة المدنية» قريباً هو احدى اشكال التجديد في هذا الاتجاه خصوصاً أن هذا التيار حظي بحصة من البرلمان الحالي.
جمع النواب السابقين في ملتقيات سياسية تحمل الطابع التكتلي هي تقزيم لطموح الناس في حياة سياسية مثمرة.
فلتتوقف محاولات «تعتيق» المياه السياسية الراكدة، فلا الناس ستحتضن مخرجات سياسية من نواب سابقين فشلوا في كسب ثقة الناس أثناء وجودهم تحت القبة و لا النواب الجدد سيخاطرون بشراكة مع تيارات لنواب قدامى (لا أرضية سياسية لها) قد تطيح بثقة الناس بهم مبكراً، فالناس سئمت من التنظير الأجوف!