د.منصور محمد الهزايمة
طلبت منى قبل أيام شهادة إثبات أمرِ ما سألت عن كيفية استخراجها فقيل لي يجب أن تذهب إلى الدائرة الرئيسة “فقط” ولما كانت تلك الدائرة تبعد منى كثيرا فقدرت أن الأمر سيستغرق يوم عمل بكامله لذا استفسرت عن إمكانية إنجازها في فرع قريب فأجبت بالنفي ثم سألت عن إمكانية استخراجها عن طريق الحكومة الإلكترونية فكان الرد بالنفي أيضا – والمفارقة أنه يمكن ذلك بكل يسر وسهولة ودون الحاجة الى مراجعة أية جهة أو أن يتطرق إلى ذلك أدنى شك- عندها أدركت أنه لا داعي للتأجيل وإضاعة الوقت خاصة أنها مطلوبة مني على وجه السرعة لذا عدت لسؤال بعض الزملاء الذين ذهبوا قبلي لنفس الغرض فأرشدوني إلى الجهة التي عليّ مراجعتها وطمأنوني بأن الأمر لن يحتاج أكثر من دقائق فتوكلت على الله وقررت الذهاب وكان الزمن الذي استغرقني للوصول هو ضعف الوقت المقدر على أقل تقدير بسبب زحام الطريق وبعد أن وجدت موقفا لسيارتي بصعوبة ذهبت مباشرة إلى الجهة المقصودة كانت القاعة تعج بالشاشات الإلكترونية لكن الأرقام معطلة وتمرر فقط الرسالة التعريفية ولم أجد غير عدد قليل من الناس لم أنتظر طويلا لأعرض ما أريد فطلب مني أن أملا النماذج لي ولأفراد أس
د.منصور محمد الهزايمة
رتي وبعد إتمام ذلك تفأجات بالقول بإنه يمكن عمل ذلك لك وحدك امّا أسرتك فيمكن إنجاز ذلك عن طريق الحكومة الإلكترونية فسلمت بذلك ثم طلب مني أن أذهب لتصوير بطاقتي وأقدم الصورة مع النموذج الخاص بي فقط وعندما أنجزت المطلوب دعيت للإنتظار لينادى عليّ بعدها واتفاجأ أن النموذج مع الصورة قد “فقد” وليطلب مني عمل ذلك من جديد وبعد دقائق يتغير الموظف لينقلب الموقف وتكون المفاجأة بأننا سنعمل ما تطلبه لأسرتك فقط أم لك فيمكنك استخراجها من خلال الحكومة الإلكترونية! أي أن ما قمت به قبل قليل لم يعد ذا قيمة قلت: لقد كان الوضع قبل دقائق العكس تماما وأنا لم أعد أعرف ما المطلوب ليطلب مني مرة أخرى أن أذهب لأصور بطاقات الأسرة وأعود وأرفقها مع النماذج والانتظار مرة ثانية ليدور نقاش داخلي أمامي يدل على أن الصورة غير واضحة لدى مقدمي الخدمة وفي النهاية بعد ما يقارب ساعتين من الزمن بين أخذ ورد يكون القرار أننا سنقوم بذلك لك وأسرتك لكن التسليم بعد أسبوعين رددت بحاجتي لها في وقت أقرب من ذلك وأخشى أن أفقد قيمتها آنذاك فكان الجواب ليس عندنا غير ما سمعت-وبالمناسبة فإن عنجهية بعض الموظفين تدل أنهم لا يدركون حقيقة عملهم أنهم في خدمة الناس – وعندما حاججت أن زملاء لي حضروا يوم أمس وأخذوا موعدا لثلاثة أيام فقط كانت الشكوى بأن عدد القائمين على العمل قليل لكن ماذا أفعل وما هي مسئوليتي وكيف يمكن أن أوفق بين جهة تطلب منى إحضار الورقة في أقرب وقت وجهة أخرى تعطي موعدا لأسبوعين وبطبيعة الحال سأحتاج إلى يوم أخرعند العودة لإستلام “ورقة الإثبات”.
تحدثت بما جرى أمام أصدقاء وكنت أخشى من الاتهام بالتذمر وأنني أشكو من أشياء عادية لأتفاجا بسرد القصص المشابهة ذات المضمون نفسه بإن الإجراءات تتبدل وتبدو كما-أنت وحظك- وأن التعقيد ما زال سيد الموقف. أخشى أن ما حدث معي في ذلك اليوم ما زال يمثل تقليدا راسخا عنوانه الروتين وهدر الوقت والجهد والمساحة في معظم مؤسساتنا. هل-لا- يمكن التسليم أن ذلك يعتبر عاديا في عصر الأتمتة والحكومات الإلكترونية حيث يحصل المرء على ما يريد من البيت أوالسوق أو الشارع من جوازالمرور إلى أبسط الأمور؟!
الدوحة-قطر