انجاز – احمد امين العتوم
نظمت عمادة شؤون الطلبة في جامعة إربد الأهلية، وبرعاية الأستاذ الدكتور زياد الكردي رئيس الجامعة، أمسية شعرية بمناسبة عيد ميلاد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، بحضور الدكتور محمد الروسان عميد شؤون الطلبة، وعمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة، في مدرج الكندي.
والقى الدكتور الكردي راعي اللقاء كلمة قال فيها بعد ترحيبه بالحضور”أحييكم في هذا اليوم لإحياء ذكرى عزيزة علينا وعلى الأمة والإنسانية جمعاء، نستحضر الراحل الكبير وبعض الانجازات التي بناها، ففي عام 1952 نودي بجلالته طيب الله ثراه ملكاً، وتسلم سلطاته الدستورية عام 1953 وتنامت رحلته بالعطاء والبناء والتفاني صعوداً ليصبح البناء صرحاً شامخاً مؤطر الأركان، وتكون الدولة دولة المواطنة والحكم الرشيد المستندة للدستور الأردني الصادر عام 1952 الذي حقق التوازن بين السلطات، وحقق التوازن بين الدولة والسلطة، ولهذا تم اعتباره أرقى الدساتير في العالم العربي، ومن الخطوات المفصلية التي اتخذها المغفور له جلالة الحسين بن طلال بجرأة وشجاعة تعريب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956 وتسليمها للضباط الأردنيين، مولياً جلالته القوات المسلحة اهتمامه الخاص لتكون متميزة بالاحتراف والانضباطية، وتكون محوراً من محاور بناء الدولة القوية، وارساءً لدعائم نهضة الأردن الشاملة في جميع مناحي الحياة، كما الغى المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957.
وأضاف الدكتور الكردي فقال “وفي الشأن القومي كان للراحل الكبير حضوره ودوره السياسي الفاعل فكراً، ورؤية، وإرادة، وحنكة، واقتداراً، وعلى الصعيد الدولي كان له احترامه الكبير ودوره المؤثر مُسخراً ذلك الدور لخدمة قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي عاش عمره المجيد مناضلاً لأجلها، وأقام جلالته شبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل بفضل سياسته الحكيمة وقدرته على مخاطبة الرأي العام العالمي مما جعل الأردن مثلاً يحتذى في الوسطية والاعتدال.
وبين الدكتور الكردي بان جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم ومنذ تسلمه الراية يواصل مسيرة الإصلاح والتنمية والانجاز بوعي واقتدار، فقد استطاع التعامل مع الأحداث الإقليمية والدولية التي شهدها محيطنا المأزوم بحنكة وحكمة عز نظيرها، مجنباً شعبه ما يشهده عالمنا العربي والإقليمي من عواصف فتكت وما زالت، وها هو جلالته يخاطبنا مواجهةً في ورقته النقاشية السادسة والمعنونة بسيادة القانون، والتي تعتبر روحاً للدستور وقاعدة استراتيجية أساسية في بناء الدول ونهضتها، فهي ثورة بيضاء تُطيح بكل أسباب الفتنة والضعف والوهن والتردد، وتُطيح بكل أشكال المحسوبية والواسطة والفساد إنْ أُحْسنَ استثمارها وتم الالتزام بها لدى ممثلي الأمة في مجلس الأمة، ولدى الفريق الحكومي المكلف والجهاز الإداري، وإننا نستذكر مسيرة البناء التي لم تتوقف أو تتراجع رُغم كُلِ التحديات لنبتهل إلى الله عز وجل أن يتغمد روح المغفور له الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه، وأن يُمِدَّ في عمر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أعز الله مُلكه وسدّد على طريق الخير خطاه، وحفظ الله الأردن آمناً مستقراً.
وقدم لبرنامج اللقاء الدكتور نواف قوقزة مدير دائرة المكتبة، كلمة رحب في بدايتها بالحضور، وقال فيها لقد دأبت الجامعة بهمة رئيسها وجميع منتسبيها على إعطاء المناسبات الوطنية حقها من الاهتمام والحفاوة تعزيزاً لقيم الولاء والانتماء وغرسها في نفوس أجيال الوطن، واليوم ومعنا نخبة من الشعراء الأفاضل التقينا لنخلد يوماً له شانه ومعناه، إن يوم الرابع عشر من شهر تشرين الثاني من عام ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثين، ذكرى ميلاد الراحل الكبير المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ذكرى مضمخة بكل معاني الإجلال والإكبار لجهود جلالة المغفور له الكبيرة في إرساء قواعد النهضة الأردنية الحديثة على مرتكزات راسخة وبناء الدولة وفق أسس جعلت منها أنموذجاً في البناء والانجاز بفضل رؤية جلالته الثاقبة وحنكته العظيمة وفكره المعمق، وحبه لوطنه وشعبه، وحب شعبه له، في مسيرة أطرها الجِد والعطاء على مدى سبعة وأربعين عاماً وكأنه خُلِق لأمر ليس يعرفه، ولا غرو في ذلك فهو الحفيد المباشر الأربعون لرسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، وسليل أسرة عربية هاشمية لها إثرها التاريخي الممتد عبر القرون ديناً، ونبلاً، ومكانةً.
واشتمل برنامج اللقاء على عدة قصائد شعرية لكل من الشعراء عبد الرحيم جدايه، وناصر أيوب، وحسن الترك، وحسين العمري، اشتملت على مناقب وانجازات صاحب الذكرى باني الأردن جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وأشارت إلى مناقب وانجازات نجله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وتغنت بالوطن وبانجازات العائلة الهاشمية.
بدأ اللقاء بالسلام الملكي، وبقراءة الفاتحة على روح المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وبنهاية اللقاء قام الدكتور الكردي بتوزيع عدد من مطبوعات الجامعة على الشعراء المشاركين في الفعالية.