رعى عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور موسى ربابعة، ندوة “المسؤولية المجتمعية في جامعات الشمال” التي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة، بالتعاون مع المنتدى الثقافي في إربد، وعمادة شؤون الطلبة والمكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة الثقافة العربية 2022، وشارك فيها كل من الدكتور قتيبة خطاطبة من جامعة العلوم والتكنولوجيا وعمران الحمود من مؤسسة ولي العهد.
وقال ربابعة في كلمته الافتتاحية، إن دور الجامعات يرتكز على مستوى الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية والوطنية والإنسانية ، وخدمة المجتمع المحلي، ولذلك لا بد من التركيز على قيم المشاركة والحوار والتفاعل والشعور بالمسؤولية والإحساس بالانتماء، فالمسؤولية المجتمعية للجامعات صارت شأنا عالميا ، مبينا أن المجتمع يتطلب نهضة وبناء حقيقيا لسلوكيات أفراده، كما وتقوم الجامعات بالنهوض بالإنسان وتوجيه سلوكه الاجتماعي وتنمية ضميره الشخصي، وعليه فإن مهمة الجامعات لا يمكن أن تكون في تخريج الأفواج والكوادر أو في كونها مؤسسات بحثية فحسب، وإنما ينبغي أن تتناغم مع محيطها الاجتماعي وما يواجه من مشكلات وتحديات، وبما يتشوف له من طموحات ، من خلال التفاعل الديناميكي مع مجتمعها .
وأضاف أن الأمر يقتضي مأسسة المسؤولية المجتمعية للجامعات، وإدراجها ضمن العمل الإداري، وفي مناهجها، بشكل يؤسس لفكر استراتيجي، ولذلك لا بد من العناية بالمسؤولية المجتمعية ووضعها في صلب استراتيجيات الجامعات التي ينبغي لها أن تنهض بدور ريادي في هذا المجال.
ولفت ربابعة إلى دور جامعة اليرموك الرائد في الانفتاح على المجتمع المحلي، من خلال دورها الريادي في هذا المجال، وسعيها الدؤوب إلى النهوض بالمجتمع ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، وقد كان صيف الشباب 2022 الذي أطلقته الجامعة خلال الفصل الصيفي الماضي، مثالا حيا على حرصها للقيام بهذا الدور القيادي الرائد، مشددا على أن “اليرموك” ستبقى الجامعة المنارة التي تنطلق متوافقة مع تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي عهده الأمين.
وأكد شاغل الكرسي الدكتور محمد عناقرة، أن أهمية الجامعات تنبع بما تملكه من إمكانيات وكفاءات على مستوى عالٍ من التخصص والاستعداد للتأثير في واقع المجتمع المحلي، وعليه يأتي دورها بعد دور الأسرة والمدرسة، أي في مرحلة مهمة من حياة الفرد وهي المرحلة التي تسبق دخوله إلى واقع الحياة العملية وتتشكل خلالها استعداداته لأداء الأدوار التي ينتظرها المجتمع منه.
وتابع: هنا يبرز دور الجامعات في مسؤوليتها الاجتماعية من خلال العديد من الأدوار منها إعداد الكوادر اللازمة لرفد الوطن بشكل يتناسب مع احتياجاته ومتطلباته، وتنمية وترسيخ القناعات الايجابية التي اكتسبها الفرد على أساس عقلاني وتجسيدها في سلوكه العملي من خلال عدة قنوات.
وقال خطاطبة إن المسؤولية المجتمعية، للجامعات هي عبارة عن رؤية ورسالة وطموح وأهداف، واليوم باتت واقعا ملموسا نشهد من خلاله بصمة وقيمة تضاف إلى سجل إنجازات الجامعات النوعية، انطلاقاً من إيمان الجامعات الأردنية بمسؤوليتها المجتمعية وضرورة توظيف خبراتها وإمكاناتها كصرح علمي أكاديمي من أجل خدمة المجتمع وتنميته؛ وتطبيقا عمليا للرؤى الملكية لتطوير التعليم وتعزيز مفهوم الانتماء وتطوير التعليم لتحقيق مفهوم الأمن الفكري كجزء من الأمن الشامل.
وأشار إلى أن الجامعات تسعى للارتقاء في كافة مجالات عملها مُشكّلة بذلك مرجعيات حقيقية لتنفيذ خطة استراتيجية تتضمن مجموعة الرسائل الملكية التي وردت في الورقة النقاشية السابعة وفق برنامج تحول يتمحور حول استراتيجية وطنية ثابتة في مجالات غاية في الأهمية تشكل علامة فارقة في مسيرة تطوير قطاع التعليم العالي في الأردن في ظل قيادة جلالة الملك الذي أجاد قراءة الواقع وتعامل مع المتغيرات تعاملا حراً مبدعا.
وأكد خطابية أن الجامعات الأردنية ملتزمة بممارسة مجموعة المبادئ والقيم التي تخدم المجتمع وتحقق أبعاد التنمية المستدامة؛ ووضع الإطار العام لتفعيلها عبر المنافذ الجامعية وفق الإمكانات المتاحة؛ ووفق خطط وأسس تؤمن تحقيق الأهداف بمستوى عال من الفاعلية والمرونة، من خلال ما تقوم به الجامعات؛ حفاظاً على الإسهامات التراكمية التي تبذلها في خدمة المجتمع عبر السنين.
وتناول الحمود في ورقته أهمية العمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع وتطوير الذات، كما وقدم شرحا مفصلا حول ” منصة نحن – المنصة الوطنية لتطوع ومشاركة الشباب” وكيفية التسجيل على هذه المنصة.
ولفت إلى صندوق دعم المبادرات التابع “لمنصة نحن” وكيفية الاستفادة من الدعم المقدم للمبادرات الشبابية، داعيا طلبة الجامعة والشباب بشكل عام إلى ضرورة الانخراط بالعمل التطوعي، لما له من دور بارز في صقل شخصية الشباب وإعدادهم ليكونوا أبناء صالحين في المجتمع قادرين على الاسهام في تطوير ورفعة الأردن.
في نهاية الندوة، دار نقاش وحوار موسع ما بين الطلبة والمشاركين في أعمالها.