أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
خلق الله آدم بيديه تكريما له ومن ثم خلق زوجه من نفسه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). كما أن الله جعل شهادة رجل بشهادة إمرأتين بسبب النسيان عندهن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ . . . وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ . . . (البقرة: 282))، علاوة على ان عاطفة الامومة والرحمة الشديدتين باطفالها وفي قراراتهن في قضايا مجتمعية مزروعة في أنفسهن. كما أن الله فضل الذكر عن الأنثى ويتضح ذلك من مخاطبة سيدتنا مريم عليها السلام مع ربها (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم (مريم: 35 و 36)). نعم، النساء هن شقائق الرجال ويقمن بأعمال عديدة لا يستطيع الرجال القيام بها، إلا ان معظمهن متسرعات في قراراتهن ولا يحكمن العقل بل تغلب عليهن العاطفة في حكمهن على كثيرا من أمور الحياة. لدرجة أن كثيرا منهن يلحقن الأذى والضرر بأنفسهم وازواجهن وأولادهن وأهاليهن وبالمجتمع بإيقاع أكثر من طلاق عليهن ولعدة مرات دون الإستفادة من أخطائهن السابقة. وقليلا جدا من النساء من يمتلكن صفات الزوجة الصالحة والصفات التي تنكح المرأة من أجلها.
ولما تقدم، جعل الله القوامة للرجال وليس للنساء في الزواج وحكم الله عليهن بقوله لأزواجهن: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ١وَاضْرِبُوهُنَّ (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (النساء:34)). ولما تقدم جعلت العصمة (أمر الطلاق) في أيدي الرجال وليس في أيدي النساء ولو وضع هذا الأمر بأيدي النساء لما بقي رجل على ذمة إمرأة ولغصت المحاكم الشرعية بقضايا الطلاق. كما أكرم الله النساء بإعطائهن أكثر من فرصة عند وقوع الطلاق عليهن ليعدن إلى صوابهن وبيوتهن وأزواجهن وأولادهن (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُون (البقرة: 229)). وأكرمهن الله أيضا بفرصة إضافية وهي العودة لأزواجهن بعد الطلاق الآخير (فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (البقرة: 230)). إلا أن بعضهن رغم كل ذلك ورغم نصائح أهاليهن وأقاربهن والعقلاء من الناس، يكررن تجاوزاتهن وأخطاؤهن على أزواجهن، مما يضطر أزواجهن لتركهن نهائيا ولو بعد سنين طويلة من الزواج. وبوقوع الطلاق عليهن يكن قد جنين وألحقن الضرر بأنفسهن (وكما يقال: جنت على نفسها براقش) وباولادهن وباهاليهن وبالمجتع. أليس هذا النوع من النساء عدوات لأنفسهن قبل اولادهن وأهاليهن؟!. هذا لا يعني ان الرجال ملائكة ولكن اغلب المشاكل تحصل من النساء، نسأل الله الهداية لنسائنا ونساء المسلمين اجمعين.