محمد وشاح
محلقد تصدر الحديث خلال الأيام السابقة عن رواية ميرا لكاتبها قاسم توفيق الذي لم أكن أسمع عنه من قبل على مختلف منصات التواصل الاجتماعي ، وذلك بعد أن تم سحب روايته من قبل وزارة الثقافة من كافة المكتبات في المدن الأردنية ، وذلك نظراً لتضمنها على محتوى مخلٍ بالأخلاق كما ورد ، وهذا ما تسبب في غضب الكثير من الناس .
لم أضع في الحسبان أن أخوض في الموضوع لولا انتشار الخبر في الصحافة العربية بشكل مسيئ أحياناً ، وإقبال الكثير من الناس على البحث عن الرواية وصاحبها الذي أثار قدرأ كبيراً من الجدل حول روايته ، وقصدتُ من كتابة المقال التعرف على أبرز المعلومات الهامة عن الرواية وكاتبها قاسم محمد توفيق الحاج الذي يقيم في عمان ويحمل الجنسيتين الأردنية والفلسطينية ومن مواليد مدينة جنين .
رواية ميرا صدرت قبل ثلاث سنوات عن دار نشر أردنية وبقيت مركونة على رفوف المكتبات حتى قرأها أحد الأشخاص وأثار هذه الضجّة المصحوبة بالانتقادات والجدل والغضب بين الناس ، كونها تتضمن مجموعة من الإيحاءات الجنسية وخدشاً كبيراً للحياء ، مما أضطرت وزارة الثقافة لسحب الرواية من جميع معارض القراءة في شتى مراكز التوزيع في المملكة .
تدور أحداث الرواية خلال تسعينات القرن الماضي بين عمان ومدينة يوغسلافية حول طفلة صغيرة تدعى ميرا تعيش في زمن الخطيئة ، وتتحدث عن تفاصيل جسد الإنسان والعورة بشكل واضح ، وخاصة حينما كبرت ميرا حيث تم وصفها بأنها أصبحت تميل نحو حب الذكور والجنس ، إلى أن أصبح إدماناً بالنسبة لها ، وتركز الرواية حول أن ما يقوم الحب بجمعه يقوم التطرف بقتله .
أما قاسم توفيق فهو روائي وقاص بدأ الكتابة منذ عام 1974 وعمل في القطاع المصرفي بعد تخرّجه من الجامعة الأردنية وتفرغ للكتابة بشكل كامل بعد تقاعده من أحد البنوك الأردنية ، وأصدر خمس مجموعات قصصية وأربع عشرة رواية وقام بطباعتها بين عمان ورام الله ، والغريب أن عدداً من رسائل الدكتوراه والماجستير تناول باحثوها مكنونات قاسم توفيق الأدبية .
وإنني بهذه المناسبة أسجلُ عتباً شديداً على وزارة الثقافة التي تطبع ما هبّ ودب من الكتب من ميزانية الدولة الأردنية وخصوصاً الكتب التي لا تعني الأردن من قريب ولا بعيد ، وهناك عدد منها يحمل مضامين مسيئة سواء للأردن أو لأشقائه وأصدقائه وهي مسئولية المدقق أو الرقيب ، وأرى أن أي كتاب لا يخدم الوطن الأردني ينبغي رفض طباعته من مخصصات الوزارة المحددة لدعم التأليف وعدم شرائه كذلك ، مع إعادة النظر بتقييم كل الكتب المقدمة حالياً للوزارة سواء للطباعة أو للشراء على نفقتها ، وأشير هنا الى أن بعض الدول العربية الشقيقة ترفض طباعة الكتب على نفقتها اذا كان محتواها خالٍ من الصبغة الوطنية ولا يجسّد هوية الدولة وتوجهاتها .