الطالبة نور أحمد يوسف
تتواصل الأنشطة الداعية لانخراط الشباب بالعمل السياسي والأحزاب بصورة لافتة في مختلف الجامعات، فقد زارنا مؤخرا قطار التوعية والتثقيف من خلال فعالية نظمتها إدارة الدراسات والأبحاث في المركز الوطني لحقوق الإنسان في الجامعة الهاشمية، على شكل حلقة نقاشية حول المشاركة السياسية للشباب.
ومن واقع حضوري لأكثر من فعالية مشابهة من حيث الأهداف، كتلك التي أقيمت مؤخراً في جامعة العلوم والتكنولوجيا، فإن ما تميزت به الحلقة النقاشية التي انعقدت في الجامعة الهاشمية هو زخم التنظيم وحجم ونوع الحضور وعفوية الطرح من قبل الأشخاص المتحدثين، وتبسيط المفاهيم والقواعد القانونية الناظمة للمشاركة السياسية للشباب بلغة قريبة من روح الشباب من حيث بساطتها وعدم تعقيدها، ومن حيث تفهمها لطموح الشباب ورغبتها في فتح قناة حوار حقيقية معهم، ناهيك عن قيام الجهة المنظمة (إدارة الدراسات والأبحاث في المركز الوطني لحقوق الإنسان) باختيار متحدثين لهم خبرة طويلة في العمل السياسي والحزبي مثل معالي السيد موسى المعايطة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب – راعي الحلقة النقاشية، بالإضافة إلى عدد من المختصين الذين أظهروا رغبة حقيقية في انخراط الشباب بالأنشطة العامة وحمل راية التنمية والبناء والنهضة الشاملة تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة، فنحن جيل الشباب الأكثرية في مجتمعنا، وحري بنا أن نذهب نحن لاكتساب المعرفة اللازمة لأسس انخراطنا في خدمة بلدنا، حتى وإن لم تأت إلينا الندوات والمحاضرات المخصصة لهذا الغرض، فنحن يجب أن نبحث عنها ونذهب إليها، لنفهم على سبيل المثال ما معنى (نظام تنظيم ممارسة الأنشطة الحزبية الطلابية في مؤسسات التعليم العالي) فهذا النظام يعتبر من وجهة نظري نقلة نوعية وضمانة كبيرة لعدم تعرض أي طالب للمساءلة بسبب ميوله السياسية وانتمائه الحزبي، بالإضافة إلى الكثير من التشريعات الأخرى التي تعتبر ضمانات لتعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة.
وختاما فإنني أتمنى من المركز الوطني لحقوق الإنسان، ومن مختلف الجهات ذات الصلة، أن تعقد المزيد من الحلقات النقاشية التي تعطي الشباب حق الاستفسار والنقاش، من اجل فهم مصفوفة الإصلاحات السياسية التي كفلها لنا حادي الركب وراعي المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.