أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
من لا يشكر الناس لا يشكر الله. فمن حق سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني على الأمة الإسلامية والعربية أن تتقدم له بالشكر والامتنان الشديدين على بعد نظره في عمله الدؤوب ومحاولاته المستميتة على إستضافة مونديال 2022 لكرة القدم في قطر. وذلك لإستضافة شعوب العالم أجمع تقريبا عن طريق حضور المشجعين لإثنين وثلاثون فريقا من إثني وثلاثين دولة مشاركة في المونديال، وعن طرق مشاهدة وسماع اخبار مباريات المونديال من قبل شعوب العالم اجمع من خلال وسائل الإعلام المرئية والمجموعة ووسائل التواصل الإجتماعية المختلفة. وقد أدرك سموه الشيخ تميم حمد آل ثاني بذكائه الحاد وفطنته الفذة تماما أن الحملة الشعواء على الإسلام والمسلمين والعرب وتشويه سمعتهم والتي إستمرت منذ إنهاء حكم الخلافة الإسلامية وحكم الإمبراطورية العثمانية للعالم حتى وقتنا الحاضر. أدرك سموه أن أسبابها الرئيسة هي سيطرة أعداء الإسلام والمسلمين والعرب على الصحافة ووسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي المختلفة على مستوى العالم أجمع. ففكر وامعن في التفكير هو وفريق عمله المخلص له في كيفية ضرب أعداء الإسلام والمسلمين والعرب في العالم أجمع في أقل من شهر وتفنيد كل ما عملوه من خطط وبرامج دعائية لتشويه سمعتهم خلال السنوات الطويلة الماضية بأقل من شهر في مونديال قطر 2022. وبالفعل ماتم تقديمه من برامج مدروسة ومخطط لها بدقة وبإحكام خلال فترة المونديال في قطر عن الإسلام والمسلمين والعرب وعاداتهم وتقاليدهم. من رفع صوت الآذان بأجمل الاصوات وبمكبرات الصوت، وعقد ندوات عن الإسلام والمسلمين والقرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من قبل أشهر الدعاة امثال الدكتور عمر عبد الكافي والدكتور ذاكر نايك وغيرهم. ومنع المسؤولين في قطر المشجعين من رفع علم المثليين وشرب الكحول وتناول المخدرات والتعري . . . إلخ. ومن وضع الشاشات الإلكترونية الكبيرة لعرض عليها آيات من القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مترجمة، ومن إحياء للقضية الفلسطينية قضية الإسلام والمسلمين والعرب اجمعين كانت ضربة قاسمة لظهور اعدائهم اجمعين.
فسلمت وغنمت وبارك الله فيك يا سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبارك الله في والدتك الشيخة موزة المسند وبارك الله في والدك الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني وحماكم الله جميعا ومن معكم من شياطين الإنس والجن أجمعين وشر ما خلق رب العالمين إلى يوم الدين. نعم. دفع سمو الشيخ تميم المليارات لإستضافة المونديال 2022 في قطر والتي تجاوزت المائتين وعشرين مليارا من الدولارات. ولكن حقيقة والحق يقال، انفقت هذه المليارات في مكانها وفي رضا الله ومرضاته (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 262)). كما كشف المونديال عن أخلاق الأمم الأخرى الحقيقية ونضرب مثلا مدرب الفريق الفرنسي الذي اشبع أعضاء فريقه الفرنسي مسبات وشتائم ونعتهم بالافارقة … إلخ، لأنهم خسروا مباراة الكأس النهائية أمام الفريق الأرجنتيني. وقال لهم لا تستحقون أن تمثلوا دولة عظمى كفرنسا وقال لهم: عودوا إلى ادغالكم في بلادكم لتاكلوا ورق الشجر وتشربوا المياه الوسخة المخلوطة بالطين . . . إلخ. نتساءل: هل مدرب الفريق المغربي عندما خسر فريقه المغربي فرصتهم بالفوز بالميداليات البرونزية، هل سبهم؟! أو شتمهم؟! أو إحتقرهم؟!، بالطبع لا وذلك لأن ديننا الإسلام الحنيف يحترم الإنسان ويقدره في كل الظروف الصعبة أو الميسرة. نعم، تعرضت قطر واميرها الشاب المقدام لهجمات عدائية عديدة من قبل أعداء الإسلام والمسلمين والعرب ولكن رغم انوفهم جميعا، نجح المونديال القطري 2022 بكل المقاييس العالمية التي يستخدمها الغرب ويعتمد عليها، ووصل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والإسلام والمسلمين والعرب إلى أهدافهم كما خطط لها بل أفضل مما تم التخطيط له وذلك بعون الله سبحانه تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30)) والحمد لله رب العالمين.