محمد وشاح
بعد نشري لمقالة – زيارة القدس سهلة ومتاحة للراغبين – تفاجأت بأن العشرات من الجادين للزيارة يتصلون علي ليتأكدوا من إمكانية زيارة القدس وكافة المدن الفلسطينية وكذلك المدن والمناطق الخاضعة للاحتلال من غير معوقات ، ودهشت لعدم معرفتهم بوجود مكاتب سفر أردنية وفلسطينية في عمان والقدس ورام الله تتولى مهمة تنفيذ هذه البرامج السياحية ، وكان أحد المهتمين وهو مسئول سابق لإحدى المؤسسات الإعلامية يسألني بلهفة شديدة ، هل بمقدوره زيارة فلسطين والصلاة في الأقصى من غير ختم على جواز السفر ، مستفسرا كذلك بعد الإجابة على سؤاله عن أسماء المكاتب السياحية التي توفر هذه الخدمة حتى تتحقق له الأمنية بزيارة المدينة المقدسة والأماكن الدينية فيها والتجوال في أحيائها وأسواقها والتحدث مع أهلها الطيبين ، ثم الانتقال للتعرف على بقية مدن الضفة الغربية ومدن ومناطق 48 في الداخل الفلسطيني .
وعلى الجانب الآخر هاتفني بعض الأشخاص عاتبين على الترويج لزيارة القدس وهي محتلة ، بحجة أنه لا تجوز زيارة القدس والصلاة في الأقصى وهو خاضع لسلطة الاحتلال ، وكأنهم لا يشاهدون على التلفاز الأعداد الهائلة من المسلمين الذين يؤدون اسبوعيا صلاة الجمعة في المسجد المبارك .
وسألت أحد الرافضين للزيارة عن رأيه بعرب 48 الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية ، وعددهم يزيد عن مليون ونصف المليون نسمه ، فوصفهم بالخونة والعملاء لأنهم يحملون جوازات سفر اسرائيلية ، إذ يتعين عليهم – حسب رأيه – حرق تلك الجوازات ، ولا داعٍ لسفرهم للخارج باستخدام هذا الجواز حتى يظلوا مرابطين في بلادهم ، فيا للعجب من فتاوى بعض الناس .
وبعد كل هذه الردود جاءت مقالتي الأخيرة – هل نحن أمة تعيش مرض الفصام – لأننا نحسب أنفسنا أننا دائما على حق والآخرون على خطأ ، ونكابر من غير إقرار أو اعتراف بخضيض عقولنا ، ثم نبحث عن تبريرات لأخطائنا بالكثير من التفسيرات والحجج الواهية الدالة على أننا مطبقون في الجهل ومرضى نفسيون ، لأننا على الدوام متناقضون في حياتنا وغير صريحين مع نفوسنا ، حتى انطبق علينا الشطر الثاني من بيت شعر المتنبي ، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!