عاهد الدحدل العظامات
العديد من المقالات التي نشرتها سابقاً عن البادية الشمالية المنكوبة تناولتُ فيما جاء فيها أبرز مطالب ومشاكل وهموم وأوجاع أبناء البادية المستحقة لهم من قبل دولتهم وحكوماتها المتعاقبة,منتقداً فيها الدور الذي يؤديه ممثل البادية تحت قبة البرلمان في مجالسه السابقة والذي لم يرتقي للمستوى المأمول أو كما وعدنا به على لسان من يمثلنا ويوصل صوتنا لصٌناع القرار.
فترشُح ثم وعود ثم نجاح ووصول لقبة البرلمان ثم خطابات رنانة بحروف من نار نعتقد حينها أن ممثل البادية سيحجب الثقة عن الحكومة التي لا نأمل منها خيراً لنا بالبادية أو على اقل تقدير امتناع أو غياب كرد إعتبار لنشعر كمواطنين بالبادية أن ممثلنا جاداً هذه المرة في مجابهته للحكومة والضغط عليها ولفت إنتباه صانع القرار في الدولة الاردنية بأن هناك رجال تطالب وان عليها كحومة الاستماع والتنفيذ لا أن تستمع وهي ضامنة ثقة الأربعة.
اليوم وبعد أن مُنحت حكومة هاني الملقي ثقة مجلس النواب وبأغلبية مفاجئة للعدد وليست للنتيجة ككل والتي كنا نعرفها قبل أيام من جلسة التصويت وخصوصاً بعد أن سمعنا الخطابات التي جعلتنا نطفئ المدافئ ونفتح النوافذ ونُشرع الابواب على مصراعيها بسبب حرارة تلك الخطابات والكلمات التي لمسناها منهم كمستمعين , نأتي على ممثلي البادية الذين لم يتوانوا للحظة عن الفزعة لحكومة هاني الملقي بخصوص منحها الثقة فكانت الأصوات الأربعة بدلاً من أن تقول حجب الثقة لحين تنفيذ جميع مطالب لواء البادية الشمالية وحل كل الاشكاليات التي يعاني منها أبنائها أعطت الثقة أو بالأحرى منحت الثقة وكلنا حتى الذين منحوا الثقة على يقين بأن لا جديد بالنسبة للبادية في برامج الحكومة التي حصلت على الثقة مسبقاً.
ونستدل من ذلك خطاب دولة الرئيس الذي مر فيه على البادية كمرور الكرام ولكن يا للأسف سأبقى أكتب مقالا عن هموم ومعاناة البادية التي عجز عن حزمها ممثلوها تحت قبة البرلمان من خلال حجبهم للثقة كرد اعتبار حتى وان كان قد وعد دولة الرئيس بتلبية مطالبهم التي جائت في مكانها الخاطئ عندما طالبوا خدمات في نقاش خطاب الثقة للحكومة والذي من المفروض أن يقابله رد سياسي خالص لا مطالب خدمية وهذا إنما يدلنا على ضعف الفكر السياسي عند غالبية النواب الذين تحدثوا بهذه الشكلية.
وفي صدد استغرابنا على منح ممثلينا الثقة لحكومة الملقي كان عذرهم أنهم قد اجتمعوا والملقي قبل جلسة طرح الثقة وقد وعدهم بتلبية وتنفيذ جميع مطالبهم “وطبعاً لانهم مساكين صدقوه” وهي كما وصلتنا نسختاً منها على النحو التالي:
1-اعادة هيكلة مخيم الزعتري واعطاء ابناء البادية حق التوظيف فيه.
2-تشكل لجنة للمواطنين الذين لا يحملون جنسية اردنية في لواء البادية الشمالية.
3-ارجاع رسوم الترخيص لاصحاب المركبات كما كانت عليه في السابق.
4-ايصال الكهرباء والماء لاصحاب المنازل الذين يقيمون على اراض تعود ملكيتها للدولة.
5-تعديل المناهج واعادة الطبعة الاولى التي تمت الموافقة عليها….؟
6-اعادة هيكلة التامين الصحي واعطائه للجميع.
7-تشكيل لجنة لطريق المفرق الصفاوي.
8-جامعة ال البيت واعادة هيكلة التعينات وخفض النفقات
9-اعطاء ابناء البادية وظائف في الدولة.
10-تشكيل لجنة لاعادة النظر بدمج المدارس.
11-اعادة مكرمة ابناء العشائر التي سلبت منهم.
بغض النظر عن المطالب الناقصة للكثير الكثير من ما تتطلبه وتحتاجه البادية الا انني وبعد مرور عام من الآن وان كان في عمري بقية سأكتب مقال بعنوان “البادية في عيون الملقي” متمنياً أن أجد ولو انجازا واحداً لحكومة الملقي بشأن تحقيقها للمطالب الذي وعد بها ممثلينا أعلاه.