أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
نعم، نؤمن كمسلمين بقوله تعالى (قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ (التوبة: 51)). ولكن في نفس الوقت نؤمن بقوله تعالى ايضا (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة: 195)). روى البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه عن الرسول ﷺ أنه قال: لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ واحد مرتين. لقد عهدنا منذ الحرب العالمية الآولى ان المصالح السياسية هي التي تعطى الاولوية فوق حياة البشر. ضربت أميريكا مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان بقنبلتين نوويتين في الحرب العالمية الثانية دون الحاجة لذلك، ولو كان هناك حاجة لذلك لكان قنبلة واحدة تكفى لإستسلام اليابان، وحرب فيتنام وحربي الخليج الأولى والثانية وحرب أفغانستان وحرب الشيشان وحرب البوسنة والهرسك وتفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11/9/2001 … إلخ عينة من أمثلة عديدة حدثت في العالم وما زالت تحدث حتى وقتنا الحاضر، وستحدث ربما في المستقبل. يمكن تلخيص السياسة وتعريفها بكلمتين: مصالح مشتركة، فالدولة التي تهدد مصالح دول حكومة الظل او حكومة القطب الواحد او لا تدور في فلكهم، فسيكون الموت لقادتها وشعوبها. وكما قالها بوش الإبن مخاطبا دول العالم اجمع أمام الكونجرس الامريكي: إما ان تكونوا معنا في حربنا ضد الإرهاب او تكونوا مع الإرهاب والإرهابيين.
بالتأكيد هناك حكومة خفية، حكومة الظل حكومة القطب الواحد تتحكم وتدير أمور العالم والتى شعارها: الغاية تبرر الوسيلة، و أصبحت هذه الحكومة منذ القرن الثامن عشر تتحكم في إقتصاد وسياسة العالم وتملك صندوق النقد والبنك الدوليين وتملك معظم ذهب ومصادر المياه العذبة في العالم. ويَمتلك أعضائها معظم شركات تصنيع الأسلحة والأدوية في العالم وقاموا بتاسيس مجلس الأمن والجمعية العمومية للآمم المتحدة ومواثيقهما ويتحكمون في قراراتهما وفي قرارات المنظمات والمؤسسات المنبثقة عنهما وبالخصوص في قرارات منظمة الصحة العالمية، كما يشاؤون. ويصدر أعضاء هذه الحكومة قراراتهم بقتل وتصفية كل من يقف في طريق تحقيق أهدافهم ومصالحهم دون هوادة. والادهى والأمر من ذلك انهم يفتعلون الحروب في اي مكان في العالم ويتسببون في قتل الكثير من الناس ويمشون في جنائزهم عن طريق الطلب من منظمات الأمم المتحدة ودول العالم بتقديم المساعدات والمعونات لهم والتي تعود على أعضاء هذه الحكومة بالمردود المادي الكبير الذي هو همهم الأول والآخير. ولما تقدم قامت روسيا بحربها على أوكرانيا منذ 24/2/2022 حتى وقتنا الحاضر لتغيير حكومة القطب الواحد. وقد حشدت روسيا معها دعم كل من الصين وكوريا الشمالية والهند وباكستان وغيرها من دول مجموعة البريكس التي تأسست عام 2006، وذلك لإلغاء تحكم الدولار عملة الحكومة الخفية حكومة القطب الواحد بعملة جديدة. ولهذا السبب لم تنته الحرب الروسية الأوكرآنية حتى تاريخ كتابة هذه المقالة وذلك لدعم جميع دول حكومة الظل لأوكرانيا ولأنه في إنتصار روسيا سيكون بالتأكيد زوال تحكم حكومة الظل الخفية والدول التي تأتمر بامرها في أمور العالم.