أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
أحمدو فِيتْش قَدِيروف هو الرئيس السابق لدولة الشيشان والتابعة للدولة الروسية الإتحادية، وقد إعتمدت القيادة الروسيه عليه في إرساء قواعد الأمن والاستقرار في جمهورية الشيشان التي مزقتها الحرب بين المجاهدين الشيشان وقوات الحكومة الروسية والتي خسرت فيها جمهورية الشيشان مئات الآلاف بين قتيل ومهجر خلال عامي 1994 و 2009. واصبحت جمهورية الشيشان بعد ذلك موالية لروسيا الإتحادية بشكل مطلق في عهدَي قديروف الأب والذي اغتيل في شهر 5 من عام 2004 ومن ثم قديروف الإبن. في شهر 2 من عام 2007 حل رمضان احمد قديروف محل علي الخانوف ليصبح هو الرئيس، وجاء ذلك بعد فترة قصيرة من بلوغه السن القانوني وهو الثلاثين عاماً وأصبح رمضان عضو شرف في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية. وقد أنشأ نادي قتالي أطلق عليه اسم (أخمات) واصبح يقيم دورة ألعاب مصارعة حرة سنوية عرفت بإسم كأس رمضان قديروف وعدلان فاراييف. وأصبح رمضان في شهر 11 من عام 2015 عضوا في اللجنة الاستشارية لمجلس الدولة الاتحاد الروسي وقد تقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. علما بان العلاقة الودية بين عائلة قديروف والرئيس الروسي بوتين يدان من زمن والد الرئيس الحالي لدولة الشيشان وإستمرت مع الرئيس الحالي وحتى وقتنا الحاضر. وقد تم بناء هذه العلاقة على أسس ومباديء الود والولاء والوفاء والإخلاص المتبادلة بين القيادة الروسية والشيشانية. وذلك لأن الرئيس بوتين إحترم الدين الإسلامي واصبح يطلع على اسباب قوة دولة الشيشان وقواتها.
نعم، لقد تبنى الرئيس الروسي رئيس الشيشان الحالي رمضان قديروف وقربه منه لأنه تأكد من صدقه ووده ووفائه وإخلاصه له ولقيادته بفعل ما يمليه عليه الدين الإسلامي وسنة الرسول محمد ﷺ. وبالفعل إطلع الرئيس بوتين على القرآن الكريم وقرأه وإطلع على سنة الرسول محمد بن عبد الله ﷺ، وتأكد الرئيس الروسي بوتين من صدق وإخلاص رمضان قديروف في إسداء النصيحة له ووقوفه معه قلبا وقالبا وقولا وفعلا في حربه مع أوكرانيا وقد أرسل قواته لتحارب جنبا إلى جنب مع القوات الروسية. وذكر قديروف: أن العالم الغربي لا يزال غير قادر على فهم أن روسيا الحديثة لم تعد منذ فترة طويلة “اتحاد جمهوريات غورباتشوف” ولا “أراضي يلتسين المبنية على الانقلاب العسكري وفقدان المواد المختلفة والإفلاس”. لا أبالغ إذا قلت: ان الرئيس الروسي وقيادته إستمدت القوة في تخطيطها وتنظيمها وإدارتها وتنفيذها لشؤون حربها مع أوكرانيا ظاهرا، ومع كل دول حلف الناتو باطنا من مباديء الدين الإسلامي وسنة الرسول ﷺ، وربما إعتنق الرئيس بوتين الدين الإسلامي عن طريق الداعية الرئيس رمضان قديروف والمرء يؤخذ على خله والله اعلم. وكما يقول المثل: ما صداقة قوية بين بوتين وعائلة قديروف إلا بعد عداوة قوية.