كتب الدكتور – محمد خالد العزام
مما لا شك فيه أن النظام التربوي والتعليمي في الأردن حقق إنجازات كبيرة خلال الفترة الماضية، فالتعليم أصبح يعتمد على تنمية مهارات التفكير والقدرات العقلية للطلبة وتشجيع الإبداع والابتكار وتحول إلى تعليم نوعي مبني على إدارة المعرفة لا على كيفية إكتسابها.
وعند الحديث عن مخرجات التعليم فحدث ولا حرج/ فقد أصبح الأردن من مصاف الدول الأولى في القضاء على الأمية حيث لامست النسبة المئوية الصفر تقريباً في محو الأمية.
وجاء هذا تطبيقًا لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وما أطلقه في الورقة النقاشية تحت عنوان (تطوير التعليم كأساس للإصلاح الشامل)، وما اندرج تحته من تشجيع لغة الحوار وتقبل الرأي الآخر وضرورة التنوع الفكري والثقافي والبعد عن التردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث.
كم هو جميل ومهم أن تتبنى الوزارات مستقبل الأجيال وتعزز فيهم قيم المواطنة الصالحة التي تقوم على تطوير مهاراتهم وإطلاق طاقاتهم المخفية لتبقى الدولة عامرة مزدهرة ومتقدمة بين الدول بالعمل المتميز الصادق، فالتربية والتعليم وزارة تربي وتعد الأجيال على الاعتزاز بالوطن ومنجزاته وتاريخه المشرف، لذا فجهودها واضحة المعالم لما أسهمت في بناء الوطن بما غرسوه في الأجيال من قيم تربوية وحضارية وفكر وعزيمة وعلم.
ومن هنا، نعتقد جازمين بأن العلاج الحقيقي لتحسين وتطوير العمل المؤسسي بمدخلاته ومخرجاته يقوم على الابداع الإداري مع تمسك القيادات الإدارية بالتوجه نحو التغيير النوعي على أرض الواقع تطلعًا منها نحو بناء مؤسسي بما يتناغم مع الرؤى المؤسسية الاستراتيجية والهادفة إلى تحقيق التميز النوعي والتسابق نحو التنافسية.
وفي كل مناحي الحياة البشرية وفي كل الميادين، هنالك من يبحث عن إنموذج إيجابي وناجح يحتذى به على مستوى السلوك والأداء أو على مستوى الإدارة والجودة والتميز.
استوقفني الدكتور نواف العجارمة كثيرًا منذ تقلده أميناً عاماً لوزارة التربية والتعليم ومن المعروف لدى الجميع أن العجارمة تربوي وظهر في مجال التعليم في الأردن وأصبح رائدًا من رواده على المستوى الوطني خلال السنوات الماضية.
واللافت أن العجارمة من أصحاب المدارس والجامعات الفكرية التي تبني العقول والذي سطر من خلال عمله كل معاني النجاح من خلال إدارته الناجحة لجميع مهامه في وزارة التربية والتعليم إذ استطاع من خلال خبرته وشخصيته أن يقدم كل ما يسهم في نهضة التعليم وتطويره وريادته ومثالاً يقتدى بالإصلاح والنزاهة والتواضع والأخلاق العالية لما له من حضور متميز في مجال التربية وميدانه على مستوى المملكة.
فالعجارمة شرب معاني الروح الوطنية والعشق المتنامي للعمل قولا وفعلا من خلال الإدارة الحديثة التي طبقها من خلال مهامه حاملاً في عقله كل بذور التطوير ورياح التغيير، إذ يعد نواة لكل ساع يزهر ويثمر رياحين التنمية والتطوير المستمر.
ومما لا شك فيه أن العجارمة يعد محورًا من المحاور القيادية التي تتمتع بالقدرات التي حققت وستحقق المزيد من الإنجازات، وذلك من خلال استراتيجيته القيادية الفذة.
ومن هنا، نجد أن العجارمة والقيادات التربوية الناجحة قد تبنوا مفهوم التعليم الحضاري وتطويره بما يتناسب مع تطورات العصر لنكون سباقين في التنافس العالمي الذي يمكننا من الوصول إلى القمم، وهذا لن يكون إلا بالبعد عن التعصب والخوف من التطوير والتغيير والتردد لمواكبة التحديث المستمر وضرورة التنوع في الفكر والرأي الذي لا يفسد للود قضية وهذا ما وجدته بعطوفة العجارمة من خلال مناقشته الأمور التربوية مع القيادات التربوية مع الأخذ بالاراء التي تقوم على بناء وتطوير التعليم لأن التعليم الركيزة الأساسية للبناء والعمران ولأن تقدم ورقي أي بلد لن يكون إلا بنوعية التعليم ونوعية الأجيال الواعية المدركة لأهمية المعرفة والتكنولوجيا والتنوع الفكري.
وفي نهاية الأمر نجد أن وزارة التربية والتعليم أصبحت قادرة على تجاوز الكثير من المعوقات والصعوبات والمشاكل الوظيفية والإدارية وتمكنها من الانطلاق نحو التغيير النوعي والتميز بفضل قياداتها التربوية بكل كفاءة وجدارة ومهنية عالية في العمل.
أبدعتم ووفقكم الله لما فيه خير الوطن الذي كل يوم يولد شرفاء أمثالكم، كيف لا وأنتم أبناء الوطن الذين سطرتم في حياتكم النجاح والتميز وكان عنوان مسيرتكم.