أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
المساجد هي بيوت الله عز وجل وقد أضافها الله عز وجل إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، ووجدت لعبادته وذكره وتسبيحه فقال: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً، فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (الجن:، 18، النور: 36)). لقد لوحظ في أكثر من بيت من بيوت الله (المساجد) منذ زمن وحتى وقتنا الحاضر ان عددا لا بأس به من مرتادي المساجد يتحدثون مع بعضهم البعض بصوت مرتفع داخل المساجد وبالقرب من محاريبها. ويتسببون في إزعاج للمصلين الذين يصلون سواء أكانت صلاة مفروضة للمتاخرين عن صلاة الجماعة او للذين إلتحقوا في صلاة الجماعة متأخرين ويكملون ما تبقى لهم من ركعات بعد إنتهاء صلاة الجماعة. او للذين يصلون صلاة نافله قبل الصلوات المفروضة او بعدها او الذين يجلسون للتسبيح او قراءة القرآن او تعلم التجويد في جلسات بعد الصلوات المفروضة … إلخ. فالمساجد أماكن للعبادة وليست لغيرها من التجمعات لأهل الشمال او اهل الجنوب او أهل الشرق او الغرب للحديث عن السياسة أو التجارة اوالبيع والشراء او إستغابة الآخرين من عباد الله داخل الاردن أو خارجه… إلخ (لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (التوبة:108)).
وهناك امر آخر مزعج جدا يقوم به بعض مرتادي المساجد عن جهل، وهو رفع أصواتهم عند دخولهم المساجد بقولهم: السلام عليكم بصوت مرتفع جدا يسمعه جميع من في المسجد. والصحيح ان يدخل اي شخص المسجد ويقول (كما ذكر الشيخ الشعراوي وغيره من علماء الدين) بينه وبين نفسه: السلام على رسول الله وعلينا من ربنا. ومن أراد أن يكثر الله في خير بيته، أن يقول عند دخوله بيته في نفسه أيضا السلام من ربنا علينا. ولا مانع ان يسلموا مرتادي المساجد على بعضهم البعض داخل المساجد ولكن بصوت منخفض يسمعه من حولهم فقط. وان يكون الرد على تحية السلام بمثلها او بأحسن منها وبصوت منخفض أيضا يسمعه فقط من حولهم لقوله تعالى (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (النساء: 86)). فعلينا ان نتادب كثيرا في بيوت (مساجد) ربنا ملك الملوك في أحاديثنا، فلا نتحدث إلا طيبا وبصوت يسمعه من حولنا فقط ولا نرفع صوتنا على اي شخص في بيوت الله تحت أي ظرف لقوله تعالى بشكل عام وليس في المساجد فقط وعلى لسان لقمان لإبنه وهو ينصحه (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان: 19)). نعم، كلنا َمعرضون للخطأ وانا اولكم ولكن علينا ان نتوب إلى الله عن أخطائنا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون.