أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : كان أول احتفال بعيد الأم عام في 21/3/1908، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها في أمريكا اي قبل 114 عاما تقريبا، وقد صادفت هذه المناسبة يوم أمس الثلاثاء الموافق 21/3/2023. لكن نحن المسلمين، ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن معاناة الأم في الحمل والرضاعة والتربية وسهر الليالي الطوال وعطفها وحنانها على ومحبتها … إلخ لأولادها الكثير الكثير. ولكن في نفس الوقت ذكر الوالدين اي لم ينسى الاب الذي هو السبب في الحمل والذرية وذلك من قبل 1444 عاما (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ، وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (الاعراف: 189، لقمان: 14، العنكبوت: 8، الإسراء: 23)).
وقد جسد الله شدة تعلق الأم باولادها (حتى أنثى الحيوانات بشكل عام) بما جاء وصفه عن ام سيدنا موسى عليه السلام في هذه الآيات (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (القصص: 7، 20- 13)). كما أوصى الرسول ﷺ على الأم والأب معا، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك متفق عليه. وعن معاوية بن جاهمة: أنه جاء النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وجئت أستشيرك؟ فقال: هل لك من أم؟ قال نعم: قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها فهذا حديث صحيح. فنحن كمسلمين من حق الوالدين علينا ان نحتفل بهما كل يوم بطاعتهما وعنايتنا بهما وإكرامهما… إلخ أبدا ما أحياهَما الله، فكل يوم وكل حين ووالدينا جميعا بكل خير من الله تحت الأرض او فوقها.