كمال زكارنة
حصد طائر الغراب شعبية كبيرة، وأصبح له انصارا ومحبين ومؤيدين ومريدين،عندما شاهده عدد كبير من الناس عبر مواقع التواصل الأجتماعي وهو يمزق راية الاحتلال بمنقاره الحاد.
ظل الغراب طائرا مشؤوما ونذير سوء في مجتمعاتنا ،مثله مثل طائر البوم ،الذي يتعوذ الجميع من رؤيته وصوته،حيث يعتبر بشارة حزن،إلى أن قام “الغراب ” بهذه العملية البطولية كما يراها البعض،ومزّق راية الاحتلال،والعمل البطولي كما نعرف،هو ذلك الفعل الذي يعجز عن القيام به الآخرون،ولا يستطيعون انجازه ،وهكذا اصبح الغراب بطلا محبوبا،في نظر امة مهزومة عاجزة غير قادرة على أي فعل ضد الاحتلال.
لو عرف الغراب اننا أسود ومغاوير على بعضنا البعض، نكسر اغماد السيوف ونشهر النصال في وجوه بعضنا،ولا نتزحزح عن مواقفنا ومطالبنا قيد انملة ،عندما تكون المسألة داخلية بينية،ورجال فرقة لا وحدة،اما عندما يتعلق الامر بالاعداء،فنعوم ونحوم في المرونة والتسامح والسياسة والدبلوماسية والتنازل والتهاون لو عرف الغراب ذلك،لقام بتمزيق وجوهنا وشفاهنا وانوفنا والسنتنا، قبل أن يمزق راية العدو،التي شاركته في مهمته النبيلة قطة صغيرة ،هي الاخرى جبرت بخاطر العرب .
يا الله كيف يتعلق المهزوم بأي حدث أو فعل ،قد يشعره بالنصر وحلاوة الانتصار ،تماما كما يتعلق الغريق بالقشة والرغوة وربما الزبد.
لقد أصبح الغراب حليفا استراتيجيا لنا،لكن نخاف عليه من الوقوع في شباك تلك العادة السيئة المعروفة،وايداعه في قفص الاعداء والحكم عليه عدة مؤبدات.
نريد من العالم أن يقاتل نيابة عنا،فجاء هذا الغراب الشجاع، وحقق لنا الامنية التي طالما انتظرناها وحلمنا بها،اذ لا يتم تمزيق راية العدو الا بعد هزيمته والاستيلاء عليها ،اما القطة فقد ترنمت واستمتعت وهي تقفز في الهواء وتنهش نفس الراية بمخالبها ،من شدة الفرح، وهي تشعر بخديعة الانتصار مثلنا.
هل يا ترى كان الغراب يعرف ان الراية للمحتلين،فصب جام غضبه عليها ومزقها اربا اربا،انتقاما من الاحتلال ،ممكن، وهذا ما يستطيع فعله وما يقدر عليه،لكن بالتأكيد ان الغراب ليس من طيور الابابيل،فلا ينتظر أحد اسرابا منها لتكمل ما عجزنا عنه نحن والغراب.
بقي ان ننتظر الاعلان عن تشكيل الفصيل المقاوم من طيور الغربان،ليشد ازر الامة،ويعجل في تحقيق النصر وهزيمة الاعداء .