شفيق عبيدات
يلاحظ غالبية الناس سلوكيات بعض المواطنين التي هي بكل الاحوال ظواهر غير مرغوبة ومرفوضة وتزعج في اوقاتها وزمانها واماكنها وانواعها الاكثرية الملتزمة التي تحب النظام وتأمن بالحرية والعدالة وترفض الاعتداء على حقوقها في الشوارع والطرقات والجامعات والمستشفيات وفي المؤسسات الاستهلاكية وغيرها .
ان هذه السلوكيات التي يمارسها البعض بعيدة عن عادات واخلاق وتقاليد الاردنيين وتخل بهذه المنظومة الموروثة عن الاباء والاجداد الذين كرسوا مبادىء الخلق والتسامح في تعاملهم سواء في الشوارع او البيوت أو عند اصلاحهم ذات البين أو احترامهم للاخر ولكبير السن ووجه العائلة في كل الاحوال .
فحالة السير على الطراقات والشوارع من اكثر سلوكيات البعض التي تزعج الناس من حيث استخدام زوامير المركبات او التشحيط , او ما يسمى ( التخميس ) الذي يتعامل به بعض السائقين من الشباب الطائش , او تجاوز السرعة او التجاوزات للمسارب المخصصة في نظام السير على الطرقات او قطع الاشارات الضوئية التي في اغلب الاحيان تتسبب في حادث قد يؤدي الى الوفاة والاصابات ….ونحن في الاردن من اكثر الدول التي تحدث فيها حوادث السير نتيجة عدم التزام العديد بقواعد السير وهذا ما يسمى السلوك الخاطىء الذي يكلف الدولة والافراد مئات الملايين من الدنانير فضلا عن فقدات بعض الاعزاء على الناس والوطن غالبيتهم من الشباب .
والاهم في مجال السلوكيات السلوك الاستهلا كي الذي ينهجه الغالبية العظمة من الناس في بلدنا , فتجد في اغلب الاحيان الازمات التي يفتعلها البعض عند التسوق في المؤسسات الاستهلاكية او ( المولات ) او حتى في الاسواق التقليدية , وخاصة في المناسبات , مثل حلول شهر رمضان او الاعياد , فتجد الناس يذهبون للتسوق
في اخر لحظة .. قبل العيد بيوم واحد مثلا , او قبل الافطار في نصف ساعه فقط , مما يؤدي الى الازدحام امام المحال التجارية ويشكل ضعطا على عملية الشراء وافتعال ازمة سير في الشوارع والطرقات ويتسبب في ارباك كل الاطراف المعنيين بعملية البيع والشراء … فنجد ان بعض العائلات تشتري اكثر من استهلاكها من اجل تخزين المواد الغذائية وكاننا تعيش في حالة استثنائية .
ولا بد هنا من التطرق الى موضوع مهم ايضا في ما يخص السلوك الاستهلاكي … وهو ان البعض في بلدنا ينفق اكثر من دخله بشراء الكماليات التي هو ليس بحاجة لها , فمثلا هنالك بعض الشباب الذين يعرفون جيدا دخل اسرهم لا يكفي بالكاد نفقات للطعام والشراء وفواتير الكهرباء والماء , الا انهم يصرون على شراء هواتف خليوية من افضل الانواع واعــــلاها سعرا , مما يشكل عبئا على الاسرة التي تصبح مضطره للاستدانة من اجل تنفيذ رغبات الابناء .
ومن السلوكيات التي تسبب اكبر الضرر وتخرج عن تقاليد الاردنيين وعاداتهم وتسامحهم ومحبتهم للبعض , تلك السلوكيات التي تتمثل بما يجري في جامعاتنا من احداث بين الطلبة وذويهم , وياسف لها حيث ادى بعضها الى القتل في حرم الجامعات .. وهولاء يعلمون جيدا ان الدولة بنت هذه الجامعات من اموال الشعب الا ان الجهل الذي يعشش في رؤوسهم جعلهم يدمرون جامعاتهم , ويسيئون الى سمعتها وكفاءتها … ومثل هذه السلوكيات تحدث في مستشفياتنا , باعتداء ذوى بعض المرضى على الاطباء والممرضين , الذين همهم الوحيد هو العناية بالمريض والسعى الدائم لتوفير الخدمات الصحية له .