الاجهزة الامنية ..عين الوطن التي تحرسه
أثبت الاردن مجددا انه عصي على الجماعات الارهابية، التي طالما حاولت مرارا وتكرارا النيل منه ومن امنه واستقراره، وان النصر حليفه في معركته ضد الارهاب.
وفي كل مرة يطل «الارهاب» من جحره، يكون الاردن بالمرصاد له، واثبتت التجربة ان لا طائل لهذه الفئات الضالة للنيل من عزيمة الاردنيين، التي تشكلت بتكاتف الجميع، وحرفية القوات المسلحة والمؤسسات والاجهزة الامنية وتكاملية ادوارها، لتشكل فيما بينها درعا واقيا للوطن ولتؤكد بانه الحصن الحصين والرادع لكل من تسول له نفسه النيل من امنه واستقراره.
وخلال الايام الماضية، حاولت العصابات الارهابية، وعلى رأسها «داعش»، القيام بأعمال تخريبية، إلا ان النشامى من القوة الامنية المشتركة من رجال امن عام ودرك واجهزة امنية اخرى، ومواطنين تصدوا لهذه المحاولات، التي تشير معلومات، بأن مخططاتها تستهدف اكثر من محافظة او منطقة.
وبعيدا عن الانطباعات، التي كانت تلقي بها وسائل التواصل الاجتماعي عن الاحداث التي وقعت خلال الاسبوع الماضي، لابد من النظر بعمق لتلك الاحداث، التي انتهت بتصفية البغاة من الفئة الضالة، من حيث ان الحادث يتجاوز التعاطي مع مجموعة افراد مطلوبين، بل مع «ارهابيين» لهم مخططات ولديهم اسلحة وتدريب، وان كشفهم قبل تنفيذ مخططاتهم، الذي كان بفضل وعي المواطنين، اصبح هؤلاء الظلاميون اليائسون على معرفة تامة بمصيرهم، فلذلك لا رادع ولا وازع يجعلهم يتراجعون عن اجندة القتل والدمار وازهاق الارواح.
تحصّن الارهابيون في قلعة الكرك، جعل المسؤولية اكبر، لضمان سلامة المواطنين، التي استهدفت من قبل تلك الزمرة الضالة، إلا أن وقوف الكركيين الى جانب اخوانهم في القوة الامنية المشتركة، شكل صورة تلاحم قل نظيرها، ورغم ان التضحية عالية من رجال الامن والمواطنين، فبالمقابل إن من ضحى بروحه قد حقن دماء وارواح كثيرة فيما لو تمكنت زمرة الارهاب من تجاوز المواجهة والمرور الى اماكن اخرى.
واثبتت وقائع الحال في حادثة اليوم الاول، من حيث الاسلحة التي استخدمها الارهابيون وكذلك المضبوطات في مكان اقامتهم، أن القضية أكبر من مطاردة اشخاص او تفكير اّني لهم في اللجوء الى «قلعة الكرك»، بل يشير الى تخطيط ومحاولات اشغال، ليتمكنوا من الفرار لتنفيذ مخططاتهم.
بالمقابل كانت القوة الامنية المشتركة من رجال امن عام ودرك وغيرها من الاجهزة الامنية اقوى من التحديات التي فرضتها الحالة، خصوصا ان تلك المنطقة سياحية وهنالك سياح وكذلك فإن موقع «القلعة» مطل على مدينة الكرك، بحيث تمكّن هؤلاء البغاة من استهداف منازل ومواطنين عزل، خصوصا ان اجندتهم القتل والدمار بغض النظر عن الهدف، إلا ان حرفية ومهنية القوة الامنية، تمكنت من انهاء العملية الامنية وتصفية تلك الزمرة الباغية بشجاعة وبسالة.
وفي الوقت الذي يحق للراي العام الوقوف على تفاصيل ما يحدث، فإن المتطلبات الامنية تقتضي التحفظ على بعض المعلومات في وقت ما، بما يضمن سير العمليات التي تنفذها القوة الامنية، ضد هذه المجموعات الارهابية، فهل من المعقول بعد حادثة اليوم الاول، ان تعلن الاجهزة الامنية بانها ستقوم بمداهمات لمواقع اخرى ترتبط بذات المجموعة الارهابية او غيرها؟!.
التفكير الامني يختلف كليا عن اجتهادات وحماس البعض فهو واقعي لا يدعو للعجلة لان هناك ترتيبات امنية واجراءات، سابقة يبنى عليها اجراءات لاحقة، يتحضر لها رجال الامن بعيدا عن الاعين حفاظا على سرية العمل وضمانا لسلامة الوطن ومواطنيه.
وقبل يوم مما حدث في الكرك، شهدت مدينة برلين الالمانية هجوما ارهابيا تبنته «داعش الارهابية» اسفر عنه مقتل 12 شخصا وأصابة 48 آخرين عبر دهسهم بشاحنة، فيما منفذ الهجوم فر واخترق ألمانيا حتى قُتل على الحدود الإيطالية.
ما حدث يؤكد ان نشامى القوات المسلحة والاجهزة الامنية بتكامل ادوارها واحترافية ومهنية ادائها، يجسدون في كل يوم بأنهم «عين الوطن» التي تحرسه وقرة عين قائد الوطن ووسام عزة وافتخار يتباهى به الاردنيون جميعا.