المهندس خالد العنانزة
تصادفنا في حياتنا كثير من هذه المتماثلات ، ومن أشهر أمثلتها اليدان، فلو تأملنا اليد اليمنى واليسرى سنجد أن كل واحدة منهما هي صورة الأخرى في المرآة، ولكن لو حاولنا أن نطبق كل منهما على الأخرى سنجد أنهما غير متطابقتان، ولذلك يمكن أن نصف اليدين بأنهما صورة بعض في المرآة غير متطابقة (non superimposable mirror images)، وتسمى هذه الظاهرة ظاهرة عدم تطابق اليدين الكيرالية. وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على اليدين، بل توجد بين كثير من الأجسام مثل القدمين، والأذنين، وفردتي الحذاء، وأبواب السيارة المتقابلة، وذراعي النظارة، وغيرها.
وتوجد هذه الظاهرة كذلك في المركبات الكيميائية، بشكل عام المتماثلات لها نفس الخواص الكيميائية والفيزيائية ،ولكنها تختلف في الخصائص البيولوجية ،فالانظمة البيولوجية في جسم الانسان عندما تتفاعل مع الجزئيات الكيرالية فإنها تتأثر بنوع المتماثل ، فأحيانا يكون أحد المتماثلين دواءً، بينما يكون المتماثل الآخر عديم الفائدة او ضارًا،
ومن الأخطاء الطبية الشهيرة في هذا المجال استعمال دواء الثاليدوأميد (Thalidoamide) في نهاية الخمسينات من القرن العشرين، حيث إن هذا الدواء كيرالي، احد المتماثلين منه منه يساعد في التخفيف من الصداع ويمنع الغثيان الذي يصيب النساء الحوامل، بينما الاخر ينفذ من خلال المشيمة ويسبب تشوهات خلقية جسيمة للأجنة، وقد أى الاستعمال الخاطئ لهذا الدواء إلى ولادة عدد كبير من الأطفال المشوهين في أوائل الستينات، ومنهم محرر الأخبار المشهور جوي آدم سبينكز والرسام الشهير توم ينديل وغيرهم كثير.
واذا كانت الجزيئة الكيميائية مكونة من عناصر كيميائية فالكلمة مكونة من حروف ,كما هو الحال بالنسبة لبعض الجزيئات الكيميائية المتماثلة (enantiomers ) عندما يتغير اتجاه الكلمات نحو الشمال أو اليمين تتغير خصائص هذه الكلمات فالاتجاه الحركي أو القبلة والوجهة هو الذي يحدد نوعية ثمار و نتائج كلمة أو مجموعة كلمات