تشير التحليلات الأولية للبيانات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنّه خلال عام 2016، هدمت السلطات الإسرائيلية أو صادرت 1,089 مبنى فلسطينيا في أنحاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية مما أدى إلى تهجير 1,593 فلسطينيا وتضرر7,101 آخرين. وتعدّ هذه الأرقام أعلى أرقام مسجّلة في الضفة الغربية لعمليات الهدم والتهجير, على الأقل منذ أن بدأ مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بتوثيق هذه العمليات في عام 2009. وهدمت الأغلبية العظمى من هذه المباني بذريعة عدم حصولها على تراخيص إسرائيلية للبناء.
وقالت الامم المتحدة من مكتبها في القدس الشرقية (اوشا ) انه في قطاع غزة، حتى نهاية تشرين الثاني، ما زال ما يقرب من 51,000 فلسطيني مهجرين بعد أن فقدوا منازلهم خلال تصعيد الأعمال القتالية في عام 2014، وانخفض العدد من 90,000 خلال النصف الثاني من عام 2015. وتعتمد معظم العائلات المهجّرة على مساعدات مؤقتة في مجال السكن تقدمها منظمات العمل الإنساني.
وخلافا لذلك، انخفض عدد الخسائر البشرية بصورة ملموسة. وحتى يوم 26 كانون الاول، قتل 109 فلسطينيين و13 إسرائيليا خلال عام 2016 في هجمات واشتباكات في الأرض الفلسطينية المحتلة وإسرائيل. ويمثّل هذا العدد انخفاضا من 169 فلسطيني و 25 إسرائيلي قتلوا في عام 2015. وكان من بين القتلى الفلسطينيين هذا العام 80 فلسطينيا من منفذي الهجمات أو منفذي الهجمات المزعومة ضد إسرائيليين.
وسجّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أيضا إصابة 3,427 في صفوف الفلسطينيين و205 في صفوف الإسرائيليين خلال العام، حتى يوم 26 كانون الاول، مقارنة بـ 15,477 إصابة في صفوف الفلسطينيين و304 إصابة في صفوف الإسرائيليين في عام 2015.
وسجّل ما يقرب من 95 بالمائة من الإصابات في صفوف الفلسطينيين في عام 2016 في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، معظمها خلال المظاهرات والاشتباكات. وعلى غرار العام الماضي، 58 بالمائة من الإصابات نجمت عن استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي تطلب الحصول على تدخل طبي؛ و18 بالمائة عن الإصابة بأعيرة مطاطية، وأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط أو الإسفنج؛ و16 بالمائة عن الإصابة بالأعيرة الحية؛ أما البقية فنجمت عن الاعتداء الجسدي وغيرها من الأساليب.
وقالت الامم المتحدة :» أصبح تنقل ووصول الأشخاص أكثر محدودية بصورة عامة. وبلغ متوسط عدد العابرين عبر معبر إيريز الذي تسيطر عليه إسرائيل عند الحدود الشمالية لغزة 531 شخص يوميا خلال عام 2016 (حتى30 تشرين الثاني)، وهو انخفاض مقارنة بـ602 شخص استطاعوا العبور يوميا في عام 2015 وتقريبا» 26,000 شخص عبروا يوميا قبل الانتفاضة الثانية في أيلول 2000. ويسمح حاليا بالعبور عبر المعبر فقط للحالات الطبية، والحالات الإنسانية، والتجار، وموظفي الإغاثة، وذلك بعد خضوعهم للتفتيش الامني. وفي الفترة ما بين كانون الثاني وتشرين الأول 2016، تمّت المصادقة بالوقت المناسب على 66 بالمائة من التصاريح التي تقدّم بها فلسطينيون للسفر عبر معبر إيريز للعلاج خارج غزة، مقارنة بـ 78 بالمائة خلال الفترة ذاتها في عام 2015.
وخلال هذا العام أيضا، فتح معبر رفح الذي تتحكم به مصر بصورة استثنائية فحسب، حيث بلغ المتوسط الشهري لعدد العابرين 3,306 شخصا عبروا بالاتجاهين (حتى 30 تشرين الثاني)، وهو انخفاض مقارنة بـ25,186 شخص عبروا شهريا في عام 2013 قبل إغلاق المعبر في تشرين الأول 2014.
وخلافا لذلك سجّل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في عام 2016 بعض التحسّن على حركة البضائع من والى قطاع غزة. ففي المتوسط، دخل إلى قطاع غزة 9,891 حمولة شاحنة شهريا عبر المعبر الإسرائيلي كرم أبو سالم خلال عام 2016 (حتى 30 تشرين الثاني)، أي ما يمثل ارتفاعا مقارنة بـ7,836 حمولة شاحنة في عام 2015، ولكنه يعدّ انخفاضا مقارنة بـ11,176 حمولة شاحنة في النصف الأول من عام 2007، قبل فرض الحصار. وخرج من غزة ما متوسطه 166 حمولة شاحنة شهريا، أي ما يمثل ارتفاعا مقارنة بـ113 حمولة شاحنة شهريا في عام 2015، وانخفاض مقارنة بـ 961 حمولة شاحنة شهريا في النصف الأول من عام 2007.
وفي الضفة الغربية، قام مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بتوثيق 472 معيق وعقبات للحركة والتنقل حتى منتصف شهر كانون الأول 2016، من بينها 44 حاجزا مأهولا بالجنود بصورة دائمة (31 منها على طول الجدار)، و52 حاجزا مأهولا بالجنود بصورة جزئية، و180 حاجزا ترابيا، و72 حاجز طريق، و124 بوابة نصفها مغلق عادةً. وبالرغم من أنّ العدد الإجمالي لمعيقات الحركة أعلى ب 5 بالمائة مقارنة بعددها لدى نهاية عام2015 (451)، الا ان عدد الحواجز المأهولة بالجنود التي تعمل بشكل دائم قلّ ب 15 مقارنة بعددها قبل نهاية عام 2015، حيث تحوّلت معظمها إلى حواجز جزئية، وبالتالي ادّت الى تحسين تنقّل الفلسطينيين عبرها. بالإضافة إلى ذلك، وبحلول نهاية عام 2016 كانت هناك 110 عقبات منتشرة داخل منطقة تسيطر عليها إسرائيل في مدينة الخليل (H2).