جامعة حكومية في عجلون
كتب : الدكتور غالب عويس
سبق أن كتبت على صفحات صحيفة الرأي وطالبت بإنشاء جامعة حكومية بعجلون، اسوة بباقي محافظات المملكة، ولكن للأسف لم يرد علي أحد والآن والاهتمام الكبير بتطوير محافظة عجلون وانشاء تلفريك فيها والاهتمام بتنشيطها سياحياً بعد أن أمر جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، بالأهتمام بالمحافظة وتطويرها، فلابد من اعادة الكرّة لأن الجامعة هي رديف قوي للسياحة، فهي تنشط الحركة السياحية وتساعدعلى إنتشار المنتزهات، والمرافق السياحية الأخرى كالمطاعم والفنادق وتنشيط الحركة العمرانية من أبنية للطلاب ( بيوت الطلبة ) وغيرها.
لقد تكلمت مع معالي احد وزراء التعليم العالي في حينها فقلت له أن الجامعة لن تكلف الدولة كثيراً، فالكلية الجامعية المتوسطة التي تم تحويلها الى جامعة البلقاء التطبيقية ( بقيت كلية جامعية متوسطة)، ويمكن لمبانيها أن تلبي في البداية حاجة الجامعة للأبنية. وبذلك يمكن تحويلها إلى جامعة حكومية. وقد كان رد معاليه أن بعض الأهالي في عجلون لم يقبلوا فكرة إنشاء الجامعة الحكومية، وطلبوا الاكتفاء بالجامعة الأهلية وعلى الأغلب منهم من يملك اسهم في تلك الجامعة الأهلية. ويعتقدون أن الجامعة الحكومية سوف تنافس الجامعة الخاصة.
يذكرني ذلك عندما تم إنشاء جامعة اليرموك وعندما رغبت وزارة التعليم العالي بنقل الجامعة الى الطريق بين والرمثا و اربد( الموقع الدائم باسم جامعة العلوم والتكنولوجيا) ثار أهل اربد وطالبوا بالابقاء على الجامعة في مكانها، في مستنبت اربد في موقعه وفي حينها قسمت الكليات الى قسمين، قسم علمي اصبح بالعلوم والتكنولوجيا وقسم ادبي في جامعة اليرموك. وبعد ذلك تطورت الجامعتان واصبحتا كاملتين.
لقد كان مستنبت اربد في ذلك الحين بعيداً عن اربد، ولما بقيت الجامعة ( جامعة اليرموك ) بموقعها بالمستنبت امتد العمران حتى أصبحت الجامعة محاطة بالعمران من كل جانب وأنشات المطاعم والمرافق السياحية وغيرها.
إن اهالي محافظة عجلون شغوفون بالعلم، فتعلم شبابهم وفتياتيهم في كل مكان، ومن حقهم أن يكون لهم جامعة حكومية خاصة بهم.
اذكر في الخمسينات من القرن الماضي كانت هناك مدرسة ابتدائية في عجلون، وأخرى في كفرنجة، وقد طلب اهالي عجلون وكفرنجة بتطوير المدرستين، وكانوا يدفعون بدلاً مادياً لبناء الغرف الصفية، ورواتب الأساتذة سنوياً، حتى اكتملت المدرستان وأنشأت المدارس بعد ذلك بالمدن والقرى للذكور والإناث بالمحافظة.
نحن نأمل بأن تهتم وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي بهذا الأمر، وإنشاء الجامعة وعدم الخضوع لرغبة نفر بالإكتفاء بالجامعة الخاصة، حفاظاً على مصالحهم.
عاش الاردن وعاش جلالة الملك راعي العلم والوطن