د. راكز الزعارير
يؤكد جاللة الملك عبد هللا الثاني مرارًا وتكرارا وبكل ثقة على منعة وقوة الاردن واستقراره وتميزه، أن الأزمة الحالية التي يمر بها األردن والمنطقة من الحرب البشعة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، زادت الأردن قوة وصالبة في مواقفة ووحدته الوطنيه ودفاعه عن حق الشعب الفلسطيني ودعمه، حتى يحقق أهدافه على أرضه، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
الشعب الاردني من مختلف منابته وأصوله، و ضيوفه من المقيمين على أرضه من الالجئين من الشعوب الشقيقة الذين جاءوا إلى الأردن ليأمنوا على حياتهم وأعراضهم، واحتضنهم الأردن العرين العربي الاسلامي الهاشمي، كل هذه المكونات على أرضاألردن تؤمن إيمانًا مطلقًا قوة الاردن ومنعته وصلابتة أمام األطماع والمهددات الخارجية المحيطة، والفتن الداخلية، هي اولا وقبل كل شيء تعود لحكمة جاللة الملك وقيادته وشجاعته، التي قادت األردن دائمًا وأبدًا إلى شواطئ الامان والنجاة، من عواصف الازمات المتكررة والمتفاقمة في هذه المنطقة الهامة من العالم، والتي يقع الاردن في قلبها، ويتربع على راس االهتمامات الدولية فيها، وخاصة أنه يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية منذ أكثر من ٧٥ عاما، ويحمل بكل أمانة وإخلاص ، أعباء »القضية« التي يعتبرها الملك قضيته وقضية الاردن الاولى لاسباب أهمها: وحدة الديمغرافية الاردنية الفلسطينية، ووحدة الجغرافيا الاردن مع فلسطين، ثم رسالة الملك وأسرته الهاشمية القومية والدينية، وأمانته بالوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
الازمات التي مرت بها المنطقة والاردن كبيرة ومتعددة أهمها وليس أخرها »حروب الخليج و”الربيع العربي« وأزمة كورونا، والمواجهات اليومية للشعب الفلسطيني مع الاحتلال في الضفة الغربية والاقتحامات الصهيونية المتطرفة للمسجد األقصى وصفقة القرن والانتفاضات الفلسطينة وحرب غزة.
معظم تلك الأزمات عصفت بغالبية دول المنطقة واستقرارها وأمنها ومستقبل أجيالها لعقود قادمة، وأضاعت كل الانجازات التي تحققت خلال عقود من الزمن من تعب الشعوب وثرواتها وكفاحها، وأصبحت بعضها دوًال فاشلة على مستوى مؤسساتها وجيوشها وأجهزتها الامنية وكل هياكل الدولة فيها، والتي تستطيع أن تحافظ على حياة المواطن فيها.
ولكن الاردن الفقير بموارده المالية والاقتصادية ، الكبير بقيادته وملكه وشعبه وجيشه ومؤسساته األمنية، تمكن من تجاوز كل تلك الازمات، وبحكمة قيادة الملك عبدالله الثاني ثم تحويل التحديات وتبعاتها إلى فرص وتراكم في الخبرات في سبل مواجهتها والتغلب عليها، وليس ذلك فحسب، بل أصبح الاردن أكثر قوة وصالبة في مواجهتها وآخرها الحرب الظالمة
على غزة، وإن تكررت لا سمح الله، فهو الواثق بأنه صاحب الكلمة العليا بالحق والحكمة، والقادر على تجاوزها والتصدي لها ببسالة .
لقد أدرك الاعداء قبل األصدقاء أن الملك أصبح مرجعية دولية موثوقة في معالجة ازمات المنطقة وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق، ورؤيته العادلة لتوطيد السالم العادل والشامل في الشرق الاوسط لجميع شعوبها ودولها بما فيها الشعب اليهودي ودولة إلى جنب مع دولة فلسطين المستقلة.
إسرائيل جنبًا نعم، إن الشعب الاردني يؤمن ويثق بكل الولاء والانتماء لجلالة الملك، بقوة المملكة ومنعتها ووحدتها الوطنية ومستقبلها المشرق بحول الله، وبأن الملك هو قبطان النجاة للوطن وشعبه الماضية من تاريخ الدولة، وأن من العاديات والازمات، التي واجهت الاردن خلال الـ ٢٥ عامًا عبدالله الثاني هو أغلى ما يملك الاردنيون من شتى أصولهم وأطيافهم، وهو صانع الفرص والمجد والتميزللوطن وشعبه.
حمى الله وحفظ الاردن ملكا وشعبًا وهو خير حافظا.