ممدوح النعيم
الانتساب للأحزابِ السياسيةِ يجبُ أنْ يكونَ على أساسِ القناعاتِ الفكريةِ والمبادئِ التي تتوافقُ معَ توجهاتِ الفردِ الذي يرى أنَ الانتسابَ لهذا الحزبِ يحققُ رؤيةً وأهدافا إصلاحيةً على كافةِ المستوياتِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ وما تتضمنُ تلكَ العناوينِ منْ عنوانٍ فرعيةٍ .
نلاحظُ بظلِ الحراكِ النشطِ لتأسيسِ الأحزابِ أنَ هناكَ منْ ينتسبُ لحزبِ ما ثمَ يستقيلُ ويذهبُ للانتسابِ لحزبٍ آخرَ وهناكَ منْ يختلفُ معَ الحزبِ حولَ الانتخاباتِ الداخليةِ أوْ النيابيةِ أوْ البلديةِ . بكلِ الأحوالِ إنْ لمْ يكنْ الانتسابُ قائما على أساسٍ فكريٍ فإنَ الحزبَ ومنتسبيهِ يبقونَ في دائرةٍ تحتاجُ إلى الارتكازِ والثباتِ على مجموعةٍ منْ القيمِ والمبادئِ والأفكارِ التي يتوافقُ عليها أعضاءُ الحزبِ .
وأخطرَ ما في عمليةِ الدعوةِ للأحزابِ أنْ يكونَ الانضمامُ إليها بناءٌ على العلاقاتِ الشخصيةِ والتي ترتكزُ في الغالبِ إلى غاياتٍ وأهدافٍ ذاتيةٍ يسعى فيها المنتسبُ لهذا الحزبِ وذاكَ على التقربِ منْ شخصِ أمينِ الحزبِ أوْ إحدى قياداتهِ طمعا في تحقيقِ مصلحةِ ما وإذا لمْ تحققْ تلكَ المصلحةِ يغادرُ الحزبُ ويعلنُ الحربَ عليهِ والسببِ أنَ الانتماءَ للحزبِ لمْ يكنْ على أساسِ قناعةٍ فكريةٍ ومبادئَ إنما مصالح منْ المهمِ أنْ يكونَ هناكَ توافقٌ فكريٌ وسياسيٌ بينَ الشخصِ والحزبِ الذي يختارهُ للانتماءِ إليهِ . وهنا لا بدَ منْ التميزِ بينَ الانتماءِ الحزبيِ القائمِ على أساسِ العلاقةِ الشخصيةِ وبينَ الشخصِ الذي يتواجدُ منذُ نعومةِ أظافرهِ في بيشة حزبيةً يتأثرُ فيها الفردُ بالقيمِ والاتجاهاتِ الفكريةِ والسياسيةِ فهوَ بالفطرةِ يميلُ إلى الاتجاهِ الذي وجدَ في بيتهِ العائليةَ والتعليميةِ . ومهما تكنْ المبرراتُ والادعاءاتُ والإيحاءاتُ يجبُ أنْ يكونَ الانضمامُ إلى حزبٍ سياسيٍ مبنيٍ على الانتماءِ الفكريِ والمبادئِ السياسيةِ ، يجبَ أنْ يتمَ اختيارُ الانتماءِ السياسيِ على أساسِ القناعاتِ والمعتقداتِ الفكريةِ والسياسيةِ ، وعلى الفردِ أنْ يكونَ مسؤولاً عنْ اختيارهِ السياسيِ والمشاركةِ الفاعلةِ في الحياةِ السياسيةِ .