كتب مدير عام المركز المركز الوطني للبحوث الزراعيه الدكتور نزار حداد مقالا استعرض فيه ما حققه المركز خلال عام 2023 تاليا نصه:
الزميلات والزملاء…
كوادر المركز الوطني للبحوث الزراعية
ونحنُ على أعتاب عامٍ جديدٍ أسْتذكرُ مثابرتَكم وانطلاقَكم من انتمائِكم لوطنكم ولهذا الصرحِ العلميّ الذي تحرصُون فيه على الدوامِ على تغليبِ المصلحة العامةِ والمسؤولياتِ المُناطةِ بمركزِنا ودوره إلى جانب شركائنا وعلى رأسهم وزارة الزراعة وباقي أذرعها لتحقيق تنميةٍ زراعيةٍ مستدامةٍ. فعملُكم بروح الفريق وإنجازاتُكم جَعَلَتْ مركزَنا مَعْلَماً يُشار له بالبَنان.
ولستُ بصدد جرْد الإنجازات كلها ولا حتى جزءٍ يسيرٍ منها، لكن النّقلةَ النوعية بالبدْء بإنشاء المبنى الجديد لبنك البذور الوطني، وتطوير البنية التحتية في أغلب المراكز والمحطات كما حدث، على سييل المثال لا الحصر، في محطات كمحطة دير علا وغور الصافي والخناصري ووادي عربة ومحطة الحسين والعديد من المختبرات، جعلَت المركزَ أكثر قدرةً على إجراء البحوث الميدانية والمخبرية؛ بل وأصبح بيئةً حاضنةً لبحوث العديد من الجامعات الأردنية. وأصبَحَت حاضنةُ الابتكار وريادة الأعمال الزراعية معلماً زراعياً وعلمياً نموذجياً يحتضن (60) مشروعاً وشركةً رياديةً أردنية، وكان لنا الشرفُ أيضاً بأن نكون أول مؤسسةٍ وطنيةٍ رائدةٍ في تطبيق مفاهيم ترابُط المياه والغذاء والطاقة WEF NEXUS بحسب تقييم خبراءَ دوليّين.
وشكّل العامُ 2023 علامةً فارقةً في رقمنة وتوثيق العمليات، فقد خطا المركز خطواتٍ رائدةً في تطوير عددٍ من التطبيقات الزراعية الذكيّة. وبجهودكم يعزز المركز دوره المرجعي في مجالاتٍ مثل تحسين سلالات أغنام العواسي، وبذار المحاصيل، وحققتُم أرقاماً فاقتِ التوقّعات في الحصاد المائي الأخضر وتأهيل البادية، ومرجعيةً هامةً في استخدام المياه غير التقليدية في الزراعة، ونشر مفاهيم الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري والزراعة المعمّرة والمستدامة، وزيتون المهراس.
ولا أغفلُ بالتّأكيدِ عن المسؤولية المُجتمعية للمركز التي تجلّت عبر مهرجان الزيتون الوطني، والذي كنا نُوشِكُ على إلغائِه في ظل الظروف التي يعيشُها الأشقّاءُ في غزّة، لكن من حرصِنا على إتاحة نافذةٍ تسويقيةٍ لما يزيدُ عن (70%) مِن أُسَرٍ أربابُها سيّدات، أُقيمَ المهرجانُ رغم ذلك بتعاونٍ مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، لجمع تبرعاتٍ للأشقاء في غزّة دعماً لصمودهم بواقع (1000) طردٍ غذائيٍّ، والعديد من حملات الخير التي تناديتم لها.
كلّ ما أسلَفْتُ، لم يأتِ من فراغٍ، فقد جاء بجهودٍ جبّارةٍ من كافة الكوادر الإدارية والفنيّة، ممثلةً بكوادر المحطات والمراكز والمديريات الإدارية والمالية والبحثية.
وفي الختام، فإنني أتمنّى لكم عاماً جديداً مليئاً بالتميّز والإنجازِ والإبداعِ، راجياً من الله أن يعينَني وإياكم على أداء المهام الموكلة إلينا بأمانةٍ وتفانٍ، ولكم منّي جُلُّ الدعم والمُساندة.
وتذكّروا أنه لا بد من التعرّف إلى قوّتكم القابِعة داخلَكم، لتحقيقِ التّغيير المنشُود وتبديلِ الأمورِ نحو الأفْضل.