كتب :خليل النظامي
إن أردتم إعتبار حديثي هذا إعلان ترويجي فليكن كذلك، ولكن تعلمون أن قاعدتي الأساس تتثمل بجملتي المشهورة : “الحق حق أن يتبع، والحق أحق أن يقال”.
وقبل أن تنتهي رحلتي لـ دراسة الماجستير في جامعة الشرق الأوسط في تخصص الإعلام، اود أن أبرىء ذمتي أمام الله وأمامكم، وأقدم ما فيه خير لكم ولـ كل باحث جاد عن العلم في تخصص علم الإتصال الجامع لعلم الصحافة والغعلام والعلاقات العامة والدعاية والإعلان.
قبل أن أقدم على التسجيل في جامعة الشرق الأوسط، قمت بـ دراسة مقارنة بسيطة بين عدد من الجامعات والمعاهد الأردنية التي تطرح برنامج الماجستير في تخصص الإعلام، من حيث البيئة الجامعية، وخبرة الجامعة في برامج الماجستير، وكفاءة وجودة الهيئات التدريسية لهذه المرحلة وهذا التخصص.
وأصدقكم القول ؛ أن جامعة الشرق الأوسط حصلت على الترتيب الأول في دراستي البسيطة، وإثر ذلك قمت بالتسجيل الفوري في الجامعة، وإستقبلني آنذاك معلمي الأكبر الأستاذ الدكتور كامل خورشيد، والذي بدوره بات المنارة التي تضيء ظلمات يومياتي.
وطبعا لن أحدثكم عن البروفيسور الأستاذ الدكتور عزت الحجاب، الذي يشهد له القاصي والداني في العلم والبحث العلمي الخاص بـ علم الإتصال الجامع، الذي أنار بـ علمه بصري وبصيرتي، وقام ببناء شخصية الباحث المنهجي في داخلي من الناحية العلمية والإنسانية، فضلا عن تأسيسي بشكل مرعب ثم تم نسجي بنظريات تحليل الخطابات السياسية والإعلامية والاجتماعية بطريقة متميزة وفريدة.
أما بـ النسبة لـ القوانين والتشريعات الإعلامية وأخلاقيات وأدبيات الممارسة المهنية، فلم يدع الأستاذ الدكتور كامل خورشيد الذي أطلقت عليه لقب “المعلم الأكبر” في وعاءه العلمي والمهني أمرا إلاّ وأنار به بصائرنا، ما جعلني صحفي وباحث ليس من السهل أن يتم إصطياده أو الإيقاع به من قبل مادة قانونية أو هفوة اخلاقية خلال الممارسة المهنية والعلمية، علاوة على الاستضافات التي كان يكرمنا بها ليزيد من مهاراتنا العلمية والمهنية للقامات القانونية والمهنية أمثال الأستاذ المتخصص في التشريعات الإعلامية يحيى شقير، والأستاذ المتخصص في التشريعات الإعلامية خالد القضاة، والدكتور المحامي صخر الخصاونة.
والجميع يعلم قدرات من اطلقت عليه لقب “الفيلسوف” الدكتور أحمد عريقات الذي مزج بين العلم والفلسفة وخرج علينا بخلطة سهله التركيب، مذاقها العلمي يسكن الذهن دون شروط حول النظريات الاتصالية ونظريات علم الاجتماع، بحيث بت أنا والعديد من زملائي نفكر في إستحداث نظريات إتصالية جديدة “نجاكر” بها علماء الغرب، ونقول لهم “نحن هنا”.
وأستذكر هنا ؛ ما قدمه لي الدكتور الأنيق هاني البدري من وعاء خبرته العلمية والمهنية في الإعلام، ومساهمته في بناء مفاصل التركيب والتفكيك المنهجية الدقيقة لـ كل صورة وصوت وفيديو، بحيث بت باحث لا يمكن أن يمرر عنصرا في ذهنه دون إخضاعه لعمليات الفحص والتنقيح.
وحول إستراتيجيات ونظريات علم العلاقات العامة، فلا يمكن أن أخفي ما قدمه لي الدكتور محمد المومني في هذا العلم من منظار أكاديمي وواقع ميداني لسلوكيات ونظريات العلاقات العامة، وكيفية إجراء الإختبارات العلمية والمنهجية على مديريات ووحدات وأقسام العلاقات العامة في المؤسسات كافة، فضلا عن بروتوكلات الإتصال السياسي والاجتماعي والإعلامي التي باتت سلوكيات أستخدمها في يومياتي.
ولن أنسى طبعا، التوجيهات العلمية، وجلسات العصف الذهني التي كانت برفقة الدكتورة التي أعتز بها أينما حلت وإرتحلت الدكتور ليلى جرار، والنصائح والنقاشات الهامة التي كنا نتداولها مع الدكتور الفاضلة صباح الحراحشة، ولن أنسى ما حييت مداعبة ومزاح الدكتور الغالي على قلبي جدا الذي رافقته في عام 2015 في مركز الإستشارات الدكتور محمود الرجبي صاحب القلب الطيب والجميل، وبكل تأكيد لن أنسى ما حييت وجبات الطاقة الايجابية التي كان يزودني بها الدكتور الجميل والأنيق الدكتور صدام المشاقبة الذي تجمعني به علاقة قديمة منذ سنوات طويلة.
وقبل نهاية رحلتي ؛
تعرفت على من أطلقت عليه لقب “إمبراطور البحث العلمي”، الدكتور رامز أبو حصيرة، الدكتور الذي كنت دوما أهاب مواجهته نظرا لـ الرسائل السيسيولوجية التي يرسلها وصفه عن بعد، وخاصة أنه يشبه بشخصيته العلمية أحد إخوتي إلى حد التطابق.
وعندما وصلني نبأ قرار الجامعة بتعينه مشرفا على رسالتي الماجستير، أصبت بنوبه من الرعب نظرا لعلمي المسبق بـ ان الدكتور أبو حصيرة باحث علمي شرس لا يشق له غبار، وبت أتسائل وبالرغم من قدراتي البحثية العلمية وخبرتي الواسعة في مجال الممارسة المهنية كيف يمكن أن أجعل هذا الدكتور يعجب بما لدي من فكر ومعرفة، وطبعا أن يعجب بك دكتور كـ أبو حصيرة أمر يعتبر طموح لـ باحث علمي وطالب دراسات عليا مثلي.
وعند اول لقاء جمعني مع أبو حصيرة، خرجت بمجموعة من الصور الذهنية أبرزها ؛ أن لا خوف على طلبة العلم والباحثين من طلبة الدراسات العليا طالما أن هناك شخصيات علمية كـ الدكتور أبو حصيرة، علاوة على أنني وجدت فيه شخصية إجتماعية تتمتع بمستوى رفيع من دماثة الخلق ومخافة الله.
ولن أزيد في وصف أبو حصيرة، لأنني مهما حاولت فلن أستطيع وصف الصور التي تكونت في ذهني عن هذا الدكتور، الذي بفضل علمه وتعليمه وإرشاداته وتوجيهاته وفكره النير أصبحت أرى نفسي في علو ورفعة لم أجد نفسي فيها مسبقا.
وها أنا اليوم تفصلني أيام قليلة جدا عن اللحظة الحاسمة لـ مناقشة رسالتي في جامعة الشرق الأوسط ومغادرتها، والبدء بـ مرحلة علمية جديدة لـ نيل درجة الدكتوراة في جمهورية مصر الشقيقة، ورأيت ان أقول قولتي هذه، وإنتظرت لـ منتصف الليل ليكون العقل والذهن صافي لأتمكن من التعبير عن ما قدمته لي هذه الجامعة وفطاحل علم الإتصال الذين لن أنساهم ما حييت، وستبقى اسماءهم ناقوس ينير ظلمات يومياتي، كما بقاء أسماء الأساتذة الذين درسوني الصحافة والإعلام في مرحلة البكالوريوس بجامعة البترا.