أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
لفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: “سرى” كما يقولون (بالعبرية: שָׂרָה) بمعني غلب، و “إيل” (بالعبرية: אֵל) أي الإله أو الله. يُطلق لقب إسرائيل على يعقوب وسبب هذا اللقب هو صراعه مع الرب حسب سفر التكوين 32-30 :22، فقد جاء الرب على صورة ملاك وتصارع مع يعقوب حتى طلوع الفجر فصرع يعقوب الرب وقيده، فقال له الرب: أطلقني، فقال يعقوب: لا أطلقك حتى تباركني فباركه الرب ولقبه “إسرائيل” ومعناه كما يدعون مصارع الرب واستمر على هذا الاسم. وكان نسل يعقوب يسمى بتسمية “بني إسرائيل” نسبة للقبه من الرب بإسرائيل. فأي رب هذا الذي يصرعه أو يغلبه مخلوق من مخلوقاته حتى لو كان رسولا أو نبيا مثل يعقوب بن إسحق؟!. فإسرائيل هو يعقوب عليه السلام وهو ابن اسحاق ابن إبراهيم عليهما السلام، وقد ذكره القرآن باسمه يعقوب في كثير من الآيات وذكره باسمه: إسرائيل في أكثر من موضع في القرآن الكريم، قال الله تعالى في القرآن الكريم (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (آل عمران: 93). والأصح في تفسير معنى يعقوب (أنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام) هو عبد الله، لأن “إسر” في لغتهم هو العبد، و”إيل” هو الله، أي عبد الله وقيل: أن له اسمين، عبد الله وإسرائيل، وإسرائيل لقب له. علما بأن إسحق وإسماعيل ولدي إبراهيم عليه السلام وقال الله في كتابه العزيز (كما قال الله أيضا في القرآن (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (البقرة: ١٤٠، آل عمران: 67)). فإذا كان الأب حنيفا مسلما فكيف يكون احد أبنائه مسلما (إسماعيل) وذريته مسلمين؟! والآخر (إسحق) يهوديا أو نصرانيا وكذلك ذريته؟، نريد تفسيرا منطقيا وعقلانيا لهذا السؤال.