عـيـد ميـلاد جلالة الملـك الميمون الثاني والستين
بقلم : عبدالله محمد القاق
تحتفل الاسرة الاردنية اليوم ( الثلاثاء) بالعيد الثاني والستين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني الميمون وسط انجازات واسعة حققتها المملكة الاردنية في عهد جلالته حفظه الله على مختلف الصعدالصحية و الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والثقافية ، وخطت خطوات كبيرة نحو التقدم والازدهار ، وأرست قواعد متميزة من العمل الايجابي والهادف ، انطلاقاً من سياسة جلالته الهادفة والبناءة والرائدة في مختلف المجالات.
والاسرة الاردنية وهي تحتفل بعيد القائد الباني انما تمثل الاردن نموذجاً يحتذى في انتهاج سياسة ترتكز على ثوابت حسن الجوار ، وعدم التدخل في شؤون الاخرين واحترام القوانين والاعراف الدولية ، وتعاون حقيقي يُحقق للمنطقة ازدهارها وتقدمها ويُنعم عليها بالاستقرار والمنعة ، ويُبعد عنها شبح الانقسامات والفرقة.
لقد أولى جلالة الملك رعاه الله ومنذ توليه سلطاته الدستورية اهتماما كبيراً وواسعاً في مسار عملية التنمية الشاملة والمستدامة حيث كان هذا الموضوع ضمن اولويات اجندة الحكومات المتعاقبة في كتب التكليف السامية الخيرة والوراق الملكية ، حيث احتل موضوع البطالة ومكافحة الفقر والفساد ، اهتماماً كبيراً لدى جلالته ووصفه في مرات عديدة بأنه “تحدً وطني” يتطلب تضافر كل الجهود لمواجهته ، فضلاً عن أن اقتصادنا الوطني بالغم من الجائحة استطاع الاستجابة للسياسات الاقتصادية التي كانت سبباُ في زيادة النمو في بعض السنوات الى حدود ستة بالمائة وسعت الى خلق الآلاف من فرص العمل المستحدثة.
لقد تابع جلالته باهتمام الاوضاع المعيشية للمواطنين فأمر باعادة النظر بأسعار السلع للمواد الغذائية والمحروقات بشكل كبير ، وأمر جلالته بزيادة رواتب الموظفين والقوات المسلحة والامن العام واسهم اسهاما كبيرا في السعي للحد من كورونا وانتشار الجائحة.
جلالته حرص على تكريس وتجسيد حرية التعبير ، والرأي ، وأولى الاعلام أهمية كبيرة باعتبار ان حضارات الامم والشعوب تُقاس بمدى ما تم انجازه من تقدم ، لذلك فان الاعلام الاردني يُعتبر المرآة التي تعكس وتنقل صورة حية لما يجري من أحداث وتطورات في المجتمعات من خلال الكلمة المسموعة والمطبوعة والمقروءة ، فجلالته لعب دوراً كبيراً وبارزاً في التوجيه لتطوير المؤسسات بشكل ملحوظ ومكيز وسعى حفظه الله لينقل الصورة المشرقة ، لأردن الخير والعطاء الى دول العالم عبر محاضراته القيمة في المؤسسات الدولية ، انطلاقاً من خطة ناجحة واستراتيجية بناءة تهدف تثبيت الانسان بأرضه ووطنه ، ومد جسور المعرفة والوعي بين الاسرة الاردنية والعالم الخارجي باعتبار ان اردننا هو جزء من العالم ، وان للاعلام واجهة حضارية تعكس نهضة الاردن وتقدمه وازدهاره.
وعمل جلالته على تحقيق التضامن العربي ، وحل الخلافات بالحوار نظراً لما يتمتع به من رؤية ثاقبة ، وصائبة حيال الاحداث الراهنة في مختلف القضايا وخاصة القضية الفلسطينية التي نذر جلالته نفسه لخدمة الشعب الفلسطيني ، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ولعل جهود جلالته كبيرة في هذه المناسبة ، حيث تمكن حفظه الله من تعزيز أركان الاستقرار المالي والنقدي ، وأسهم في تخفيض العجز المالي والمديونية ، بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المملكة والمتمثلة في ارتفاع الاسعار العالمية ، وما رافقها من تزايد حجم الدعم في الموازنة العامة.
وفي ضوء هذه الاعمال والانجازات الكبيرة لجلالته في تفعيل الشأن الاقتصادي وسعيه الدؤوب للارتقاء باقتصادنا الاردني وجذب الاستثمارات الكبيرة ، فقد نجحت سياسة برامج التصحيح الاقتصادي حيث اكتسبت هذه البرامج زخماً اقتصادياً كبيراً زادت في معدلات النمو ، وخفضت في التضخم وانجاح العمليات النموية في البلاد ، الامر الذي كانت هذه القضايا موضع اعجاب الاقتصاديين والمستثمرين العرب والدوليين ومؤسسات التقويم الدولية والجهات المانحة للاردن ، كما وان السياسة النقدية اتسمت بالمرونة في تعديل اسعار الفائدة في السوق المصرفي المحلي بهدف زيادة جاذبية الموجودات المحررة بالدينار الاردني والمحافظة على استقرار سعر صرف الدينار الاردني.
لم يأل جلالته جهداً في دعم الشباب الاردني والذين وصفهم “بفرسان التغيير” حيث أبدى اهتمامه بالشباب ووفر وسائل التعليم لهم في الجامعات الاردنيى وفي الخارج لكي يتم تأهيلهم تاهيلاً كبيراً ليصبحوا قادرين على القيام بواجباتهم ودورهم نحو الوطن ، وهي سياسة تنطلق من خطة رعاها جلالته لبناء الانسان.
لقد حرص جلالته منذ تولي القيادة على تطوير وتجذير الحياة الديمقراطية باعتبارها تُشكل اساساً في بناء الوطن وازدهاره وتفعيل طاقات المجتمع لتحقيق التكافل والتعاون وتعميم الثقافة الديمقراطية حيث قال جلالته في هذا المجال: “ان رؤيتنا لاردن المستقبل تقوم على اساس راسخ قوامه ان الاردن بلد ديمقراطي عصري وجزء اصيل من امته العربية والانسانية يعتز بانتسابه اليها وبهاشميته العريقة وهو ملتزم بقناعة تامة بابراز هذه الصورة المشرقة والحقيقية للاسلام عقيدة وممارسة وذلك في سبيل تعميم الاردن لنموذج حضاري في التسامح وحرية الفكر والابداع والتميز.
حرص جلالته خلال مؤتمرات القمة العربية والتي حضرتها وغطيت فعاليتها ولمست الدور الكبير لجلالته والذي ثمنه رؤساء الدول باعتباره يسهم بشكل رئيس في ارساء العمل العربي المشترك من اجل تنقية الاجواء العربية ، حيث كان دور جلالته بارزاً في قمة تونس ، وفي القمة الاقتصادية بالكويت ، وفي الجزائر والقاهرة بالاضافة الى قمة عمان وغيرها حيث سعى جلالته عبر اتصالاته ولقاءاته لخدمة القضايا القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث لم يدخر جُهداً بزياراته لعواصم الدول الاجنبية من اجل حشد الدعم والتأييد للقضية المركزية فلسطين والمطالبة بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة وحمّل اسرائيل مسؤولية جمود العملية السلمية داعيا الى ضرورة الاذعان للقرارات الدولية التي تدعو الى تحقيق السلام الدائم والعادل وتجسيد عملية الاستقرار في المنطقة.
لقد شدد جلالته في خطاباته القومية والجامعة التي وجهها الى الاسرة الاردنية سواء في عمان او الرصيفة او اربد ، او الكرك او معان ، او امام السادة اعضاء مجلس الامة في الديوان الملكي العامر ا و في جطاب العرش السامي على العديد من القضايا الرئيسة والجوهرية التي تواجه الوطن والامة العربية داعيا جلالته الى ضرورة العمل من اجل حياة حرة كريمة ومحاربة الفقر والبطالة ومشدداً جلالته على التعددية ، وتجذر الديمقراطية بغية بناء الاردن الشامخ والذي يضيف في كل يوم المزيد من النجاح في مسيرة البناء والتقدم ، والتي تسير بخطى ثابتة وحثيثة لدعم اسس هذا الصرح الوطني ووضع المزيد من اللبنات في هذا البناء القوي الذي ينشده جلالته والذي يحظى برعاية ، خاصة وان الانجازات الاقتصادية والسياسية والثقافية والصحية التي شهدتها المملكة تعتبر سجلا حافلا يحمل في طياته الكثير من البذل والعطاء والتضحية.
فهنيئا لجلالة الملك القائد الباني والرائد في عيد ميلاده المديد الثاني والستين ، متمنين لجلالته عمراً مديداً وسعيدا ليواصل مسيرة الخير والبناء في ضوء السياسة الثابتة والمبادئ الوطنية والقومية التي ارساها جلالته ليظل الاردن مدرسة يُحتذى في التعامل والتفاهم والعمل الجاد والمخلص لهذه الاسرة الاردنية التي غدت بانجازات جلالته تمثل علامة مضيئة في تطلعاتها التنموية والاقتصادية والاعلامية لتسهم في رفد هذه الامة والنهوض ببرامجها وخططها الهادفة والنبيلة.