د. راكز الزعارير
أكد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور الأمير الحسين، ولي العهد، على مواقف جلالته والأردن الثابتة تجاه حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في إقامة دولته المستقلة، وشدد الملك على وقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأكد على أنه يجب وقفها وحذر من استمرارها خلال شهر رمضان الفضيل، ومن أي
تصعيد إسرائيلي في القدس والضفة الغربية.
جاءت تأكيدات الملك في الوقت الذي تستعد فيه حكومة وجيش الاحتلال الإعداد الخطط العسكرية لاقتحام مدينة رفح، وإعداد قواتها الأمنية للتضييق على الفلسطينيين في القدس والصلوات في المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، الأمر الذي سيكون له تداعيات أمنية كبيرة وتفاقم الأوضاع إلى الاسوأ في كل المنطقة، في الوقت الذي تدور فيه مباحثات مكثفة في باريس والدوحة والقاهرة تحت إشراف الولايات المتحدة بشأن هدنة عتيدة يتم
خلالها تبادل عدد من الأسرى الإسرائيليين في غزة والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الأمر الذي يأمل فيه المجتمع الدولي أن تكون هذه الهدنة خطوة يبنى عليها وقف | كامل للحرب وإطلاق عملية سلام جادة للصراع
مع إسرائيل.
وكانت جولة جلالة الملك الدولية وخاصة قمته مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن وأركان الإدارة الأميركية، بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين وجلالة الملكة رانيا، والتي ركز خلالها الملك على الدور الأميركي الأهم لوقف الحرب ومضاعفة المساعدات الإنسانية لأهل غزة واحتوى أي تصعيد أو توسيع للصراع إلى الضفة الغربية والقدس واعتداءات المستوطنين واهتمامات ثنائية أخرى لدعم الأردن.
يعترف العالم كله أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدّت إلى مأساة إنسانية كبيرة جدا وغير مسبوقة ضحيتها حتى الآن فاق المئة ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، جلهم من المدنيين الأبرياء، واثنين ونصف مليون نازح ومشرد وفاقد لمقومات الحياة الإنسانية هم كل سكان قطاع غزة الفلسطيني يحشر ١.٥ مليون منهم في محافظة رفح المهددة بحملة عسكرية اسرائيلية خطيرة جدا على حياتهم.
تطورات المشهد حاليا، تؤكد ان الادارة الأميركية تضع المبرر تلو الآخر أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للموافقة على هدنة لعدة أسابيع مقابل إطلاق عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين، ووفق شروط مقبولة بالحد الأدنى من الجانب الإسرائيلي من حيث إطلاق عدد مناسب من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ووقف الهجوم العسكري الإسرائيلي المزمع تنفيذه على مدينة رفح، واعطاء الفرصة لحركة سياسية نشطة للوسطاء للتقريب إلى وقف الحرب. الأفكار الإميركية المقدمة الإسرائيل ستتيح
إطلاق عدد مناسب من المختطفين الإسرائيليين والأميركيين ومن جنسيات اخرى إلى عوائلهم، وكذلك تخفيف عبء الخسائر
العسكرية والبشرية وخلق تهدئة في عمليات البحر الأحمر من الحوثي وتبريد الجبهة على الحدود اللبنانية في الشمال مع حزب الله، كما ستعمل على تخفيض حدة التوتر وعدم تفاقم أو انفجار الأوضاع في الضفة الغربية والقدس
خلال شهر رمضان الفضيل. يبدو في الأفق شيء من التفاؤل نتيجة لجهود | الملك لوقف الحرب في غزة الذين دفعوا ثمنا باهظا من أبنائهم وممتلكاتهم وحياتهم على أرضهم ووطنهم. دائماً يبقى الملك عبدالله الثاني والأردن السند الأول للشعب الفلسطيني في غزة والضفة
والقدس.
Rzareer@hotmail.com