بلال أبو الهدى
هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي أطلق عليه “طوفان الأقصى” الخاطف على المستوطنات والقواعد العسكرية في غلاف غزة في السابع من اكتوبر 2023م. كان موثقا ومخطط له خير تخطيط ومنظم ومدار ادارة متميزة بالخبرة والمعرفة الدقيقة بما تمتلكه دولة الكيان من القدرات العقلية والبشرية والتكنولوجية والعسكرية والإستخباراتية المتفوقة. وتم تنفيذه بأقل تكلفة ممكنة من المال والوقت والجهد وكان قابل للتعديل الفوري لكل ما سبق بشكل تلقائي وميداني (أي توفرت عند قادة وسياسيي حماس أسباب النجاح والتفوق والإنتصار). فالاعتراف بالأخطاء والتقصير والهزيمة من الفضائل السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية… الخ للقادة والسياسيين المحنكين. نعم، من حق قادة وسياسيي وعسكريي دولة الكيان الرد على هذا الهجوم ولكن بالعقل والمنطق والتأني وليس بالتسرع والانتقام الأعمى والمدمر لكل كائن متحرك في قطاع غزة وحتى الموجودات، وبدون أهداف قابلة للتحقيق كما حصل وحاصل منذ 7/10/2023 وحتى تاريخ كتابة ونشر هذه المقالة. ولا يقود الرد بالعناد والتعنت به (والعناد: هو رد الحق مع العلم بأنه حق. والمعاندة أو المكابرة هي المنازعة في المسألة العلمية والعقلية والعسكرية والحقوقية، لا لإظهار الصواب بل لإلزام الخصم بالرأي الآخر. وقيل المكابرة هي مخالفة الحق بعد العلم به) إلا إلى ما يجدي نفعا ولا يعود على أصحابه إلا بالضرر والفشل والخسائر الفادحة (في القتلى والجرحى والمعاقين والمرضى النفسيين والخسائر المادية والإقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها كما اعلن عنها). وما نيل النصر وتحقيق الأهداف المعلنة وغير المعلنة بالتسرع والعناد الأعمى والاستمرار بذلك وإنما تؤخد الدنيا غلابا. نعم، قادة الصهيونية العالمية سيطروا على قادة العالم منذ اكثر من قرن عن طريق المال والنساء ولا يستطيع أحد ممن معهم من قادة العالم الخروج عن خططهم وأوامرهم ولكن إلى متى؟. وكما يقال: عندما تصل إلى الروح فالروح عزيزة حتى على الحيوان، ويا روح ما بعدك روح. العالم منذ عدة سنوات منقسم إلى محورين كما هو واضح للأمي (غير المتعلم والمثقف) وغيره محور الدول الشرقية (دول أوروبا الشرقية وفي مقدمتها روسيا) والصين وكوريا الشمالية ودول امريكا اللاتينية والهند والباكستان والدول الفقيرة في العالم، ومحور الدول الغربية (دول أوروبا الغربية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا) وأمريكا وكوريا الجنوبية ومن يدور في فلكهم. وكما قلنا عندما يصل الأمر لأرواح الناس تتغير المواقف وتنقض العهود والمواثيق وهذا ما اصبح ظاهرا للعيان من قبل معظم قادة العالم بمطالبة دولة الكيان بشكل قوي وعلى استحياء بالإلتزام بالرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية وإيقاف الحرب التي لم تبق ولم تذر في قطاع غزة والقبول بحل الدولتين. وكما يقال: اللي ما بشوف من الغربال اعمى واللي ما بحس بحرارة النار بكتوي فيها … الخ. فنصحنا وما زلنا ننصح وسنستمر في النصح لأبناء عمنا إسحق عليه السلام قادة دولة الكيان بالتخفيف من العداء لقادة حماس من معهم من قادة المقاومة الإسلامية وبعدم العناد والتعنت به ولا ولم ولن يجدوا ارحم منهم في التعامل معهم بحكم الإسلام والقرآن الكريم وأحاديث الرسول ﷺ الصحيحة. وقد أثبتوا ذلك في تعاملهم مع الأسرى الذين تم تبادلهم في صفقة تبادل الأسرى السابقة وفي تسجيلات بعض الذين ما زالوا في الأسر عندهم.