وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
كتب:د.ايمن البركات
في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، كنت في دعاء دائم الى الله العلي القدير ، وبقلب خاشع مؤمن نرفع أكف الضراعة بالشفاء العاجل للخال النائب يسار الخصاونة ” أبو أكاد الحبيب ” لكنه القضاء والقدر الذي نؤمن به صعدت روح أبا أكاد الى باريها والسماء ، كان الحزن كبيرا بحجم المصاب والفقد العظيم .. واليوم أبا اكاد عليك تبكي كل الرجال بالدمع السخي الصادق ، لأنك كنت بكل أخلاق ونبل الفرسان ، ويبكيك كل من عرفك عن قرب او سمع عنك ، حميد أفعالك ، ورفيع صفاتك ومحاسن أعمالك وأخلاقك ، كنت أبا اكاد ويشهد لك كل جموع وحشود معارفك وأصدقائك بأنك الرجل الذي يصدق أهله ووطنه ، كنت صاحب الأرادة القوية والمبادر لعمل الخير ، والحكيم في كل ميادين الخلق والشرف ونبل المقاصد ، بيقيت صابرا على مرضك ووجعك ومحتسبا ذلك عند رب كريم ، كنت تخفف عنا عندما نزورك وحتى قبل وفاتك بيوم ونحن بجانبك بالمستشفى الأستشاري كنت المؤمن بما كتبه الله لك ، وتقوي من عزايمنا بأنك بخير وفي طريقك للأنتصار على مرضك بعون الله ..
نفتقدك اليوم ويفتقدك الوطن الآن أبا اكاد وأنت أبن الأكارم ، فارسا شجاع في كل ركن من وطننا الغالي ، ومثقف وأديب عروبي وأردني حتى العظم ، وعلى طول المدى من نزف بغداد حتى آخر فرح في عمان ، مصلح أجتماعي بكل الهمة العالية ، يعتز بك كل من يعرفك وكل من يكبرك بالسن ، كنت الحليم الحكيم في أصلاح ذات البين ولا يهدأ لك بال الا وأنت قد اكملت مهمتك الانسانية النبيلة على قواعد شرع الله والحق في حل الخلافات بين الناس وحفظ حقوقهم ..
نستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ، والدمع ملء العين والقلب ونحزن على فراقك أيها الحبيب بلوعة فراق سواد العين عن بياضها وندعو الله رب العرش العظيم ان يرحمك رحمة واسعة ويدخلك الجنة مع الصالحين والصديقين والشهداء انه نعم المولى ونعم المجيب ..
والعزاء والمواساة لنا الآن أنه بيننا الآن أكاد الحبيب وأخوانه وشقيقه أبا محمد الذين يصونون مكانتك وعلى دربك في كل مكارم الأخلاق والقيم السامية ، ولا حول ولا قوة الا بالله وأنا لله وإنا إليه راجعون ..