د. راكز الزعارير
في عيون الملك عبد الله الثاني يقرأ الأردنيون الحاضر والمستقبل المشرق، ويفخرون باعتزاز كبير بتلك الإنجازات الكبيرة التي تحققت وتشاركوا بناءها مع الملك، الذي صنع معهم احتراماً عالميا للأردن والأردنيين، ومجداً وتقديراً لذاك الأردني المبدع على مساحة الأرض بشتى المجالات والحقول.
احتفال الأمة الأردنية الرسمية والشعبية المبهر بالملك، صاحب اليوبيل الفضي و25 عاماً من جلوسه على العرش، ليس مجرد مهرجان احتفالي تصدح فيه حناجر جميع الأردنيين بحياة الملك ومحبته وفدائه بالارواح والنجيع، بل الأمر أبعد من ذلك بكثير، حيث يؤمن الأردنيون على مختلف مشاربهم وأصولهم وأطيافهم أنهم وعبدالله الثاني، روح واحدة وعلى قلب واحد، ينبض بحب هذا الشعب والنظام وأرض الأردن، ويفتديه بالمهج والأرواح، ويتصدى لكل العاتيات التي تواجهه كما كان دائماً، وسيبقى كذلك، وبعهد قديم متجدد من الملك أن يبقى الأردن حراً عزيزاً كر ماً امنا مطمئناً، ويشاركه على هذا العهد كل ابناء الأردن وقواته المسلحة جيشنا العربي وأجهزتنا الامنية الباسلة، والشعب الأردني الواحد الموحد تحت راية الملك والراية -الهاشمية.
إن أبعاد الاحتفال كبيرة ومتعددة، أعرض لبعضها على سبيل المثال لا الحصر :
هو بالمقام الأول رسالة لجبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية، وأن الأردن يسير بنجاحات تراكمية ومتوقدة على مختلف الصعد وسيطور عليها، ويصحح الخطاً إذا وقع بلا تردد، ويبني على الإنجازات بتصميم وارادة ثابته ورؤية ثاقبة من
جلالة الملك. وهي بالبعد الثاني تأكيد للمجتمع الدولي أن الدولة الأردنية راسخة بعقيدتها السياسية ورسالتها الوطنية والقومية والإنسانية والدولية بقناعات ثابته ومبادئ راسخة، يقف فيها الشعب خلف قيادة الملك لدعمه ومواقفه العظيمة، والذي اكدها بقوله أن نجاحاته خلال فترة يوبيله الفضى كانت بدعم الشعب الذي يقف بجانبه بقوة وعزيمة دائما، لدعم هذه السياسات وإنجاح والأهداف وتحقيق
الانجازات.
وفي البعد الثالث هو تحذير قوي وواضح لكل قوى الشر والظلام والارهاب والخوارج، بان اسود الجيش على حدود الأردن لهم بالمرصاد وأن فرسان الحق من أجهزة الأمن البواسل سيطاردونهم في أوكارهم التي يحيكون بها التآمرات على الاردن وامنه واستقراره، وسيدفعون ثمن شرورهم باهضا من حياتهم إن تجرأت أنفسهم على المساس بأمن الأردن.
وفي البعد الرابع أيضا هو رسالة لاعداء الأردن في الاقليم، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التي تهدد الشعب الفلسطيني بالتهجير والطرد من وطنه في الضفة وغزة والقدس قسرا او خيارا باتجاه الأردن، وأن الأردن وشعبه بقيادة الملك لن يتزحزح قيد انملة عن الدعم اللامحدود لحقوق اخوانه الفلسطينيين، حتى قيام دولتهم المستقلة.
الاحتفال الكبير باليوبيل الفضي وصورته الإعلامية الناصعة، وعظمة المعاني في كل كلمة من خطاب الملك أكد على شيئين:
الأول: عظمة القيادة الهاشمية وتلاحمها مع
شعبها الاردني على ارض الاردن المقدسة.
الثاني: وحدة الامة الأردنية وإرادتها على التميز والإبداع، ليستمر بناء الأردن دولة تحظى بإعجاب المجتمع العربي والدولي، حيث يفاخر الملك العالم بذلك، وهو الذي قاد المسيرة وصنع للأردن مكاناً ودوراً عظيماً أكبر بكثير من حجمه الجغرافي او عدده السكاني بقيادة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
IRzareer@hotmail.com