المهندس خلدون عتمه
اليوم نحن بأمس الحاجه الى العمل والعقلانية وإدارة الأمور بشكل عام والتسارع نحو الإصلاح بكافة أشكاله وعلى كل الأصعدة وعلى جميع أحاسيس جوانب الحيثيات بالقوانين والأنظمة وإفساح المجال للمواطن بأن يكون في مستوى عادي ولامفر من تحسين أحوال الناس وهو الطريق الوحيد لتجنب وقوع الزلازل الناعمة ، التي تشهدها المنطقة العربية ،، ولقد عاش العالم أحوال مشابهة تماما لما نشهده اليوم ، وهو تحرك طبيعي جدا وربما يكون متأخرا كان يجب أن يقع منذ سنوات طويلة ، وكان الاتحاد السوفييتي يعيش نفس الظروف في ارتفاع نسب الفقر والبطالة وازدياد الجوع ،وانتشرت الرذيلة والمافيا وتجارة البغاء والمخدرات وبيع أسرار الدولة العسكرية ، حتى أن الروسي كان يصاب بالذهول حينما يرى صورة الدولار الأمريكي ، وكذلك الحال بالنسبة لدول أوروبا الشرقية التي كانت تدين بالتبعية لنظام السوفييت وحلف وارسو ! وكانت هذه الدول قد سقطت اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا قبل السقوط والتفكك وتلاشي الحلف ، وذلك لانتشار الفساد العام الطام ! وانتهت هذه الدول وسقطت واعتبر المحللون أن الذي قوض قوة هذه الدول الحرب الباردة بينما الحرب الباردة من حيث الحقيقة وجدت البلاد ساقطة ينخرها التخلف والفساد الذي كرسته القيادات والمصالح الخاصة ! لان الحرب الداخلية التي يشكلها الفساد ومظاهره المختلفة من مالي وإداري وتوزير من لايوزر هي الحرب الحقيقية والسوس الذي ينخر بناء الدولة من بطن العظم والجذور فتتقوض الدولة ويغرق الوطن ! وتغرق كل الأنظمة ، وصورة دول أوروبا الشرقية الأقطار المقطورة قطرتها الثورات الشعبية وثورة التحولات فتلاشت الأنظمة واندثرت !
النظام العربي المهتريء الصدئ نظام قتله عث الفساد واغلب الأنظمة تتشابه في إدارتها التي تعتمد جهل الناس وموالاتهم العمياء وغياب الحريات وانتشار القمع والاستبداد .
والواجب علينا اليوم بعد ما نلمسه اليوم من ثورة الشعوب العربية علينا أن نسارع في التفكير والعمل بالعقلية السياسية القديمة بعد انكشاف حرص الحكام على حيازة الثورات الخيالية وهم يتلذذون بفقر الناس وجوعهم ، واليوم تنتشر نار الثورات انتشار النار في الهشيم لاتبقي ولاتذر ، بعد أن سئمت الأكاذيب وتاليه الحاكم .
واليوم نحن بأمس الحاجه ايضا و نحتاج للزهد السياسي أكثر من التنظير, نحتاج لمن يستمع للناس حتى يكون رأيا يستطيع نقله لمراكز القرار … ونحتاج لم يفتح قلبه للوطن بذات الحجم الذي يفتح قلبه للبسطاء وللمواجع وللشكوى.
وأما مطالب الشعب وحركة الإصلاح في الوطن لا تنادي إلا بوقف الفساد النازف بالموارد وتحسين أحوال الناس المعيشية وتوزيع المكتسبات بالصورة العادلة ، حتى لا نتحول اجتماعيا وإداريا واقتصاديا إلى السقوط قبل زلزال التغيير المحتوم ، وفي المقابل نرى أنظمة تنعم بالاستقرار والتقدم بخطى واثقة تقود المستقبل بسب تعزيز روح ومظاهر محاربة الفساد والعمل على نشر قواعد البقاء للأصلح في كل المناحي وتعزيز قيم العدالة والحرية والمساواة والشفافية وحكم الشعب للشعب وغياب مظاهر الظلم والاستبداد وحكم الفرد الواحد والرجل الواحد