الكاتب احمد القضاه
في نهاية اليوم وبعد منتصف الليل اغلق المقهى واعود الى البيت
اعود مهلك ومتعب
راسي وكانه مصنع قطن قديم
اخلع ملابسي ولو الاعضاء تخلع لخلعتهم
اريد انا استريح واشعر لو قليلا بالراحة والهدوء
كان يوم متعب وشاق
ضجيج السيارات والحديث وتبادل الضحكات وصوت فيروز
وجرس الهاتف
في المقهى اجلس على كرسي قديم، صنع من الحديد وقطعة من الخشب، الحديد يضرب اطرافي، ليس جيدا للجلوس ولكن لا غيره للجلوس،
الغرفة ليست مرتبة وكل شيء فيها عشوائي
في الزواية اليمنى بنطال خلتعه قبل عدة ايام وبالقرب منه جاكيت من ايام الشتاء
سأنام … وساطفى ضو المصباح
صوت الثلاجة .. ارررررر
وانا على الفراش، صوت بطني وكانه امواج بحر، انا لم اكل شيئا من الصباح
ذهبت الى غرفة امي لاخبره باني جائع، وعند وصولي لباب الغرفة تذكرت بان امي ليست موجودة وفارقت الحياه
بالممر ولا اعرف ماذا افعل
الى الثلاجة صاحبة الصوت المزعج، اخذت خبزة ومن ثم الى المطبخ
ماذا ساكل !؟
زعتر والقليل من الزيت على خبزة على وشك اليباس
اطفى الكهرباء
اغلق اسطوانة الغاز، والشبابيك وارجع الى فراشي ..
افكر كثيرا واستذكر يومي،
صورة ابي المعلقة في اعلى الغرفة وهو في رعيان شبابه وكانه يريد اخباري بشيء، تارة اشعر بانه يبتسم سعادة واخرى استدمع حزنا….
الى الفراش، وصوت الشيخ وهو يقرا سورة التوبة في أية رقم (40)
رحلة النوم ومدتها سبع ساعات، احلم احلام مزعجة غير مفهومة، فالساعة البيولوجية على وشك التعطل.
صوت شخص يصرخ بصوت عالي:
يا اصحاب البيت، يا اصحاب البيت، كهرباء ..
ساعي الكهرباء ياتي في كل شهر لقراءة العداد، خرجت عليه وانا نائم، شعري مبعثر.. قدم لي الفاتورة وخرج ..
الساعة الثامنة صباحا، يا رباه لم استيقظ على صوت المنبه..
بعجلة سابدل ملابسي واذهب الى المقهى، بحثت كثيرا لم اجد اي بنطال، الملابس تم ارتداها من قبل، الحل هو غسل الملابس ..
إلى الغسالة ووضعها على الوضع المناسب دن دن دن.. تم تشغليها بنجاح كالعادة
عدت الى الغرفة وانا ارتدي سروالا كان لاخي قبل زواجه، قديم ممزق من الطرف الايسر ..
ذهبت الى المطبخ لأحضر فنجان قهوة وانتظر لحين انتهى الغسيل، امسكت بحافظة القهوة وكانت فارغة، ياااااه ما هذا اليوم! ، لا مشكلة سأشرب الشاي، كاسة شاي بالنعناع تهدى الاعصاب ..
بعد وقت دن دن دن الغسالة اتمت العملية، ساكل وانتظر بالملابس تجف، الى الثلاجة لاحضر الخبز، حصل شيء لم اتوقع حصوله، لم اجد الخبز وتذكرت بان القطعة الاخيرة تناولتها بالامس..
ساذهب الى المقهى وارتدي الملابس والماء يغمرها بالكامل، وانا بالطريق تذكرت باني لم احضر المفتاح، عدت من جديد واحضرته ..
باب المقهى
بسم الله، فتحت القفل، وضعت السخان على الكهرباء، نظفت الاكياس الفارغة واعقاب السجائر
ساشعل الراديو واحضر القهوة واجلس تحت اشعة الشمس
جاء اول زبون طويل القامة، يرتدي بدلة سوداء، يبتسم ويحمل حقيبة لابتوب
الزبون صباح الخير، اريد كاسة قهوة وسط، ووضع على البار قطعة نقدية من الفئة العشر دنانير، ادخلت يدي لاخصم ثمن القهوة وبعض البسكوتات لم اجد الا القطع نقدية!’
عاد الزبون الى السيارة واحضر المبلغ المطلوب، وحمل كاسة القهوة وخرج ..
تذكرت بان في عصر البارحة دفعت فاتورة للنت واشتريت كيلو من البطاطة .
على الساعة العاشرة، هدوء وشارع خالي من السيارات، مناسبا لقراءة الروايات، بحثت عن رواية ( زقاق المدق) من تأليف الكاتب والروائي نجيب محفوظ، بدات بالقراءة والتناغم والخروج من المقهى الى حارة الصنادقية بالقاهرة ..
صوت الراديو والمذيع وهو يقول موعد اذان الظهر، مر الوقت وانا لم اشعر به، حينها ايقنت بان القراءة كفيلة الى ان تبحر بك من دولة لاخرى ..
قررت قراءة شيء اخر، وكان الخيار على كتاب ( الف ليلة وليلة )
وكان البدء من (حكايات الملك شهريار واخيه شاه زمان ) وكيف اكتشف خيانة زوجته مع احد العبيد، وكيف قتل زوجته وكيف اصبح يتزوج العذارى يوميا ويقتلها ليلة العرس ..
ومن ثم انتقلت الى (حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع ) وتحكي القصة عن تاجر لديه القدرة مع على معرفة السن الحيوانات وكان لديه ثور وحمار ..
وتذكرت عبارة كان يكررها احد المدرسين الذي درسوني في الجامعة الدكتور القدير منصور العياصرة وعند انتهاء وقت المحاضرة يقول:
” ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح”
وانا بمرحلة من الاستمتاع دخل شخص ويحمل وعاء، اريد الماء، السيارة ارتفعت درجة حرارتها..
كانت تركب معه في الكرسي الامامي امراة ومن حديثه اوضح انها زوجته، سكبنا الكثير من الماء عليه، نزلت الحرارة شكرني وذهب ..
موعد غروب الشمس والطقس بدا يميل الى البرودة، الكثير من المارة والسواح..
نسيت شيئا مهم للغاية، نسيت ان اكل حتى لو قطعة من البسكويت، ساذهب الى البيت واحضر وجبة غداء، حبة من البطاطة وبيضة مع القليل من الزيت في مقلاة لم تستخدم منذ اسبوعين، طهيتهم بحب ووضعت على الطاولة لاكل،
اوقفني كيس الخبز يحلق بسما الغرفة فارغا ..
لم احضر الخبز !!
كيف نسيت، ساكل بالملعقة ..
عدت الى المقهى، وزبائن تاتي وتذهب
حتى الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، رجعت الى البيت وانا احمل تعبي وتشويش راسي.. وسالت نفسي منذ متى..؟
لم تجلس القرفصاء تراقب طابوراً من النمل ينقل رزقه على ظهره بهمة ونشاط فتسبح الخالق.
ساشرب الزهورات
الى المطبخ ووضعت ساخن الماء بالكهرباء، بحثت ولم اجد الا الباكيت فارغا،..
الى النوم ولي رغبة بالنوم كالاطفال واشعر لو بقليلا من الراحة واستيقظ نشيطا .
في المقهى .