كتب :سميح المعايطة
بعض سقوط نظام بشار الأسد وما جرى في الإقليم من تحولات كيف يبدو المشهد أمام الاردن ومؤسسة الحكم فيه، وهل ما جرى يترك أثرا سلبيا عليها ام إيجابيا؟ خاصة في ظل الاماني السوداء التي يحولها أصحاب القلوب المتخمة بالحقد على الاردن إلى تحليلات وتنبؤات!!
مؤسسة الحكم في الاردن اليوم أكثر قوة وحضورا فعلى الجبهة الشمالية التي كانت مصدر قلق للاردن بوجود المخدرات والاسلحة وميليشيات طائفية وقبلها ميليشيات إرهابية فإن عوامل القلق زالت وغابت ومعها من كان يحرضها على التعامل العدائي تجاه الاردن وقيادته، ورغم ان المشهد في سوريا الجديدة لم يتبلور نهائيا الا ان المؤشرات حتى الآن إيجابية، فعوامل السوء والتآمر على الاردن وقيادته خرجت من الإقليم والمشهد ومن جاءوا إلى حكم سوريا اليوم حتى وان كانوا من تنظيمات متطرفة الا انهم راغبون في إيجاد دولة ليست دولة داعش؛ فسوريا التي كان نظام الحكم فيها ومن معه من حلفاء إيران وميليشياتها كانت بلدا شقيقا وجارا لكن كانت النوايا السياسية والامنية رديئة حتى في ذروة أزمة النظام وهو على حافة السقوط.
مؤسسة الحكم في الاردن اليوم اقوى وهي تتخطى مراحل القلق وبؤر النار والتوتر والحروب، وهي اليوم تنسج شبكة علاقات دولية قوية مع الدول الفاعلة وتبني مصداقية كبيرة في عواصم صنع القرار التي تتعامل مع الاردن شريكا في صناعة الأمن في الإقليم والعالم، واخر محطات الحضور لمؤسسة الحكم قبل أيام في مقر حلف شمال الأطلسي عبر اجتماعات وحوارات تؤكد وتقوي شبكة العلاقات وتزيد من عوامل قوة الاردن.
قوة مؤسسة الحكم في الاردن كانت محل اختبار في مراحل صعبة في العقود الأخيرة، لكنها تجاوزت الأصعب في التصدي للإرهاب والتطرف باشكاله وكانت دولة فاعلة في حركة العالم في هذا المجال، وتم اختبار مؤسسة الحكم فيما يسمى الربيع العربي فتجاوزت القلق بحكمة ووصفة هاشمية هي الحكمة واحترام حق الأردنيين في التعبير والاستجابة لمطالبهم، وقوة مؤسسة الحكم في الاردن بوصفة يملكها الاردنييون وهي تعلم الدروس من تجارب الآخرين، فكل ما كان من قلق إقليمي كانت مؤسسة الحكم ومعها الاردنيون بخلاء جدا فلم يقدموا قطرة دم واحدة ولم يخرجوا عن مسار للدولة عمره تجاوز القرن.
ورغم أهمية معادلة العلاقات والتحالفات الدولية لمؤسسة الحكم الا ان التحالف الأهم هو التحالف مع الأردنيين للحفاظ على الدولة وهويته، وحتى في فترات التحريض على الاردن ومؤسساته خلال شهور العدوان على غزة فإن الدولة بقيت ذاهبة في مسار التضامن مع فلسطين وأهلها، واليوم تزداد مؤسسة الحكم قوة لان جهات التحريض على الاردن ضعفت وضعف نفوذها بل ان بعضها ممن كانوا يريدون اخذ الاردن إلى مربع الفوضى يتمنون اليوم لقاء يجمعهم مع ضابط في جهاز المخابرات في وقت كانت أحلامهم الدولة والشارع الأردني وقيادة المشهد وتحويل الاردن إلى «ساحة» لميشياتهم ايا كان اسمها.
مؤسسة الحكم في الاردن ازدادت عناصر قوتها بعد هزات صعبة في الإقليم، وهي اليوم عنوان الحكمة في الإقليم، فالحكم القوي هو الذي يحمي شعبه ودولته وليس من يملأ الدنيا صخبا وفي نهاية المشهد لايجلب الا الخسارة لأهله والهزيمة لبلده…