ممدوح النعيم
يتناول الكثير من الناس مصطلحات الدولة المدنية والدولة العلمانية دون التحقق من الفرق بينهما. ولعل الفرق الأول أن الدولة العلمانية، والتي قد تتقاطع مع اتجاهات الدولة المدنية، إلا أنها دولة تقوم على العسكر الذين يعتبرون هم الأداة الرئيسية في حماية الدولة العلمانية، أي إن العسكر هم الأساس في حماية النظام العلماني. صحيح أن الدولة العلمانية والدولة المدنية مفهومان سياسيان قد يبدوان متشابهين، ولكنهما يحملان أيضاً دلالات مختلفة ويعكسان نماذج تنظيمية وسياسية متنوعة.
الدولة العلمانية هي تلك التي تفصل بين الدين والدولة فصلاً حازماً، ولا تتدخل حكومات الدول العلمانية في الشؤون الدينية ولا تتبنى ديناً معيناً كدين رسمي للدولة.
ومن خصائص نظام الدول العلمانية ضمان المعتقدات الدينية وغير الدينية لجميع الأفراد، وحظر أي تمييز على أساس الدين في القوانين والسياسات العامة.
أما الدولة المدنية فهي تلك التي تعتمد على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتهدف إلى إدارة شؤون المجتمع بطريقة تضمن مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والاجتماعية، أي إن المواطن هو الأساس في حماية مبادئ ودستور الدولة المدنية، بعكس العلمانية حيث الاعتماد على العسكر.
الدولة المدنية تضمن العدالة والمساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو العرق أو الثقافة.
تشجع على المشاركة الشعبية وحقوق الإنسان كمبادئ أساسية.
تركز على التعليم والثقافة كوسائل لتعزيز التفاهم والتعايش السلمي.
الدول المدنية تركز هنا على مشاركة المواطنين وحقوق الإنسان، وليس بالضرورة على الفصل بين الدين والدولة. الدولة العلمانية تؤكد على الفصل بين الدين والسياسة كمبدأ أساسي، خاصة إذا كانت تتبنى نظرية شمولية مثل الماركسية والاشتراكية، بينما الدولة المدنية قد تقبل وجود الدين في الحياة العامة، طالما أن ذلك لا يتعارض مع حقوق الأفراد ومبادئ الديمقراطية. الدولة المدنية تركز على مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار، بينما الدولة العلمانية تركز على حماية حقوق الأفراد من أي تأثير ديني.