د. عبير الرحباني
بقلم: د.عبير الرحباني
في عالم يموج بالتوقعات والضغوط الاجتماعية، يصبح العيش على طبيعتنا ترفًا لا يجرؤ عليه الكثيرون. يخشى البعض أن يظهروا كما هم، فيرهقون أنفسهم بإخفاء حقيقتهم، بينما ينشغل آخرون بمحاولة فهم اختلافاتنا، وكأن الاختلاف عيب يحتاج إلى تفسير أو تبرير.
الحقيقة البسيطة التي قد يغفلها الكثيرون هي أن العيش على طبيعتنا ليس مجرد خيار، بل ضرورة للحفاظ على صفاء الذهن وراحة القلب. التصنع يثقل الروح، ومحاولة التكيف مع معايير لا تعكس حقيقتنا تستنزفنا دون فائدة.
الاختلاف في التفكير، السلوك، والاهتمامات ليس شيئًا يجب إخفاؤه أو تبريره، بل هو ما يضيف للحياة لونًا ومعنى. قبول الذات وتقبل الآخرين كما هم هو مفتاح الراحة النفسية والسلام الداخلي. حين نتوقف عن محاولة إرضاء الجميع، ونتحرر من خوف الحكم أو الرفض، نجد أنفسنا أكثر سعادة وأقرب إلى ذواتنا الحقيقية.
أن نكون كما نحن، دون تكلّف أو تصنّع، هو أعظم هدية يمكن أن نقدمها لأنفسنا ولمن حولنا. فالعلاقات المبنية على الصدق أكثر متانة، والتواصل القائم على الحقيقة أكثر عمقًا. لنتوقف عن إرهاق أنفسنا ونمنحها الحرية التي تستحقها، لأن الحياة أقصر من أن نقضيها متقمّصين أدوارًا لا تشبهنا.