
المحامي الدكتور منتصر أحمد القضاة
يكثر الحديث هذه الايام عن الكثير من التحديات التي تواجه مملكتنا الحبيبة فيما يتعلق بملف التهجير الذي يتحدث عنه وبكل صراحة وبأدنى حد من الدبلوماسية السيد ترامب واعوانه ، لكن هذا الملف الشائك ليس هو التحدي الوحيد الذي تعاني منه الاردن ، فالملف الاقتصادي والوضع المائي وملف الفقر والبطالة جميعها ترتبط ارتباط وثيق فيما بينها ، انا شخصيا اثق بقدرة جلالة الملك المعظم و ولي العهد الامين على ادارة المشهد بكل كفاءة واقتدار والتعامل مع الملفات الشائكة التي نعاني منها اليوم ، حيث ان ما نمر به لا يقل خطورة عن الملفات الحساسة التي مرت بها مملكتنا تاريخيا ابان احداث ايلول في سبعينيات القرن الماضي وعربدة العدو الصهيوني ابان احداث معركة الكرامة والكثير الكثير من المنعطفات التاريخية التي مررنا بها ، كنا نتسائل دائما ان ما تعاني منه الاردن هل حقيقة نتيجة ضعف الامكانيات وقلة الموارد ، ام ان له ارتباط وثيق فيما يدور حولنا وخصوصا بالقضية الفلسطينية ، لقد ازال السيد ترامب الغموض واجاب بكل وضوح على جميع هذه التساؤلات عندما لوح بقطع المساعدات الامريكية عن الاردن ، في خطوة غير مسبقوة من اجل استخدام هذا الملف للضغط على الاردن للقبول بتسوية القضية الفلسطينية على حساب الاردن وجعلها الوطن البديل ، لكن تناسى سيد البيت الابيض ان هنالك قيادة تاريخية دينيه تتمتع بأرث عميق يفوق عمره عشرات المرات عمر الدولة التي يرأسها ، وان هنالك شعب اردني تمتد جذوره الى الاف السنوات متمسك بأرضه وبقيادته في حالة قل نظيرها في عالمنا اليوم ، لكن هذا غير كافي برأي شخصي متواضع ، فنحن اليوم بحاجة الى مسؤولين حقيقين وبطانة صالحة من رحم الشعب الاردني اصحاب خبرة وحكمة في ادارة دفة الشأن العام ، فلسنا اليوم في رفاهية تمكنا من عمل لقاءات وحوارات واطلاق برامج غير قابلة للتطبيق على الارض ، نحن بحاجة الى مسؤولين يعشقون الارض كما يعشقون ابنائهم ويكتفون بما خصص لهم من امتيازات ، نحن اليوم ما عدنا نتحمل من يأتون للوظيفة العامة من اجل عقد الصفقات وقبض الكمسيونات ، نحن بحاجة الى مسؤولين قادرين على استغلال الارض وباطنها لاننا نجزم اننا اغنياء ولدينا الكثير الكثير الذي يجعلنا قادرين عن التخلي عن اي مساعدات او دعم خارجي لتصبح قرارتنا مستقلة، اليوم هو يوم الاردنيين الذي فيه سيكتب التاريخ انهم قالو وعبروا عن ارادتهم في وجه المستعمر المغتصب وامتزجت ارادتهم الحقيقة مع ارداة الهاشميين في الوقوف سدا منيعا امام كل هذه الممارسات الرعناء التي ان شاء الله ستتكسر امام الاردن العظيم ، في عيد مولدك الثالث والستين يا عميد بني هاشم والعرب اجمعين ندعو الله لك بطول العمر ونعاهدك اننا سنبقى الجند المخلصين للعرش الهاشمي المفدى ولثرى الاردن الطهور .
بقلم المحامي الدكتور منتصر احمد القضاة