اللواء الركن المتقاعد محمد سليمان بني ياسين
الطرح الذي قدمته ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لحل مشكلة غزة اولا والضفة الغربية ثانيا هو تفكير (خارج الصندوق) وغير مقبول ولا باي حال من الاحوال وهذا التفكير يعتمد على رؤية اقتصادية واستراتيجية لحل قضايا الشرق الأوسط عامه والقضية الفلسطينية بشكل خاص من خلال مقاربة جديدة تعتمد على التنمية والاقتصاد بدلا من الصراعات التقليدية .
لكن هذه الفكرة تحمل عدة تحديات واقعية
حيث يشكل البعد السياسي والتاريخي للقضية الفلسطينية ليس فقط أزمة اقتصادية فحسب بل ايضا” صراعا” على الأرض والهوية والسيادة وأي حل لا يعالج هذه الجوانب سيواجه رفضا” شعبياً وسياسيا” .
كما ان القدرة على التنفيذ بفرض رؤية معينة بالقوة الاقتصادية أو العسكرية قد تؤدي إلى نتائج عكسية خاصة إذا لم يكن هناك قبول شعبي وإرادة داخلية للتغيير .
كما ان التأثير الأمريكي والإسرائيلي في الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية قد تجعل بعض الأطراف ترى هذا الطرح كإملاء أو استعمار اقتصادي جديد مما قد يزيد من التوترات بدلا من تخفيفها .
ان تشبيه الوضع في غزة أو فلسطين بريفرا متطورة على غرار سنغافورة يتجاهل الاختلافات الجوهرية في الظروف التاريخية والسياسية والثقافية لكل منطقة كما ان فرض الرؤية الامريكية بالقوة العسكرية والتدخل قد يكون غير واقعي لأن أي تدخل عسكري يزيد من التعقيد ولا يحقق الاستقرار .
الخلاصة أي حل ناجح يجب أن يكون توافقيًا يراعي مصالح جميع الأطراف ويعتمد على العدالة والتنمية الحقيقية وليس فقط على فرض نموذج اقتصادي معين ولكن حالة الضعف والانقسام العربي بكل اسف قد تحدث مفاجأت ليست في الحسبان وتسرع في تنفيذ الرؤية الامريكية للمنطقة .
اسال الله تعالى ان يدبر امورنا فنحن لا نحسن التدبير وان يحفظ هذا الوطن قياده” واشعبا” وارضا” امنا” مطمئنا” وكافه بلداننا العربيه من كل سوء انه سميع مجيب .
اللواء الركن المتقاعد
محمد سليمان بنى ياس