
علاء القرالة
واهم من يعتقد أن الأردن دولة سطحية أو هشه كما يحاول البعض تصويرها، فتجارب كثيرة اثبتت اننا دوله عميقة حكيمة رشيدة ذات وزن وثقل في المنطقة والعالم، الا انها لا تحب الاستعراض وتكتفي بالحفاظ على استقرارها السياسي والاقتصادي وأمنها القومي وسيادتها على اراضيها، فما دلالات الدولة العميقة؟
دلالات كثيرة وبراهين لا تعد ولا تحصى جميعها تؤكد مدى العمق السياسي والأمني والاقتصادي الذي تتمتع به المملكة منذ التأسيس الى يومنا هذا، فواجهنا منذ البداية اطماع الاحتلال في ارضنا وانتصرنا عليهم رغم فرق الامكانيات والحلفاء، وتمكنا من بناء دولة متطورة بمختلف المستويات رغم كل المؤمرات التي حيكت لنا طيلة السنوات الماضية ومن كل صوب واتجاه.
نعم الاردن «دولة عميقة» عندما تمكن من مواجه فوضى «الربيع العربي» وما نتج عنه من تداعيات اقتصادية وسياسية كبرى، فنأى بشعبه عن الدخول بويلات وغياهب الفوضى وغياب الاستقرار وانهيار اقتصادهم كما دول عربية ومجاورة نرى نتائج هذه الفوضى عليها حتى يومنا هذا، والاهم اننا واجهنا محاولات الفتنة دون إسالة قطرة دماء واحدة.
الأردن عميق جداً فكان له الدور الاكبر والبارز في صد الإرهاب ودحره ليس عن المملكة فحسب بل دفاعاً عن العالم اجمع والمنطقة، فواجه الميليشيات ومدّعي التطرف الديني وغيرهم من «الإرهابيين» وقدم ودفع ثمناً غالياً من الشهداء الذين قدموا اروحهم وصدروا للعالم معنى الجندية الأردنية الحقيقية الصادقة كما المعاذين وراشد وسائد وغيرهم الكثير من رفاق السلاح.
بالتأكيد نحن دولة عميقة عندما تمكنا من إحباط مخطط «صفقة القرن» كما اننا استطعنا ان ندافع عن القدس والمقدسات نيابة عن الامة؛ مسلمين ومسيحيين، وتشبثنا بحق الفلسطينيين بـ”اقامة دولتهم» على أراضيهم شاء من شاء وأبى من أبى بالامس واليوم وغدا وحتى آخر نفس فينا، والأهم اننا كسرنا حصار غزة وساهمنا في دعم صمودهم.
تحديات كثيرة عاشها الأردن واثبت من خلالها انه دولة عميقة، فمن ينسى كيف واجهنا جائحة كورونا التي هزت العالم، ومن ينسى كيف واجهنا تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان على غزة، ومن يتجاهل كيف تمكنا من مواجهتها جميعها بطريقة جعلتنا قصة نجاح يشار لها من قبل كل العالم.
خلاصة القول؛ الدولة التي تستطيع الصمود أمام كل هذه التحديات والمؤامرات وتتمكن من الحفاظ على استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي لا نخاف عليها ومنها ولن تهزها تلميحات من هنا وهناك، وقادرة على احباط كل ما يضر بامنها القومي بهدوء ودون ضوضاء واستعراض، وهذه أهم وأبرز سمة بدولتنا العميقة التي يقودها ملك حكيم محنك وأجهزة مؤمنة بالدولة.
الرأي