د. محمد كامل القرعان
يواجه مقترح الرئيس الامريكي دونالد ترمب في «التهجير»، وامتلاك غزة وتحويلها لما سماه «ريفيرا الشرق الأوسط»، برفض عربي واضح وموقف صلب مفاده «لا تنازل عربياً عن الأراضي الفلسطينية » واجماع عربي على مشروع حل الدولتين، لا سيما بعد الموقف الاردني بقيادة جلالة الملك الواضح والثابت من رفض خطة التهجير، التصدي لأي محاولات يريد بها ترمب تجريد الفلسطينيين من كل شيء، ولا يمكن له ذلك، أو لأي جهة شراء غزة او التصرف بها.
ولمواجهة هذه الدعوات «الترامبية» بما فيها توغل اسرائيل في ج من الضفة الغربية واعادة احتلالها وتفريغها من سكانها ؛ ليس أمام الدول العربية خيارات سوى الجدية في ترجمة رؤيتها الخاصة بالقضية الفلسطينية لواقع حقيقي ودعم موقف جلالة الملك بعد لقائه الاخير مع الرئيس الامريكي ترامب واصراره على حل الدولتين ورفض التهجير لاهالي غزة، وحصول الشعب الفلسطيني على حقه في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، باعتبار وحدة الموقف العربي السبيل الأمثل لإحباط دعوات التهجير.
ويجب ان تقوم خطة اليوم التالي للحرب على إعادة القطاع للسلطة الفلسطينية،خاصة في ظل دعم دول أوربية لهذا الخيار، وهذه الخطوة تستدعي وحدة الصف الفلسطيني وبشكل عاجل، خصوصاً بين حركتي (فتح) و(حماس).
ويستهدف الطرح العربي، في القمة المقبلة بالقاهرة، الحفاظ على بقاء الفلسطينيين على أرضهم، بدعم عربي ودولي، ومناقشة رؤية عربية قائمة على إمكانية تنفيذ إعادة إعمار قطاع غزة، في وجود الفلسطينيين، إلى جانب حشد الدعم العربي والدولي لتنفيذ هذا المقترح ويستند على التوافق الفلسطيني، في مواجهة خطة «التهجير».
وينتظر الجميع تفاصيل الخطة المصرية التي تعكف عليها مصر بالتشارو مع الأردن والسعودية وعدة دول عربية لإعادة إعمار غزة ولبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية وإفشال مشروع ترامب ونتنياهو، والتي تعنى بإزالة الركام وإعادة بناء غزة وتحديد طريقة معيشة الفلسطينيين في تلك الأثناء ولكن مازالت بعض النقاط السياسية غير مكتملة من بينها مستقبل حركات المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وفي هذا التوقيت الدقيق يتطلب وحدة الصف العربي واهمية خروج القمة المقبلة بتوافق وموقف حاسم وصلب، في مواجهة دعوات التهجير من خلال صياغة موقف عربي موحد، داعم لثوابت القضية الفلسطينية، وإرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن قضية فلسطين عربية، ولا تخص الفلسطينيين وحدهم أو عدداً من الدول العربية المعنية بشكل مباشر بالقضية.
ويشكل وحدة الموقف العربي ووحدة الصف الفلسطيني وحشد الدعم الدولي خلفه جبهةً قوية لمواجهة الأفكار التي يطرحها الرئيس الأميركي في ظل ترتيبات عربية خاصة بشأن مستقبل إدارة قطاع غزة،وعودة السلطة الفلسطينية لممارسة دورها في إدارة القطاع، دون اعتراض من حركة (حماس).
ويشمل الطرح العربي في قمة القاهرة الشهر الجاري مواجهة مخطط التهجير، 3 محاور، لسيناريوهات التحرك العربي اولها: تأكيد قمة القاهرة على الرفض المطلق لدعوات التهجير، وثانيا: تبني الجامعة العربية مبادرة لإعادة إعمار قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على ارضهمم، وأخيراً تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع والسعي لإجراء انتخابات فلسطينية، بعد فترة انتقالية. ــ الراي