عاهد الدحدل العظامات
دهشه,رعشة,صدمه,حلم,خيال,حتى أنني خرجت مسرعاً الى خارج المنزل لأتاكد أن الحياة ما زالت قائمة على هذا الكون. وأن الشمس لا زالت تشرق من مشرقها وتغيب من مغربها, لدرجة أنني ومن تأثير المفاجأة خرجتُ دونما كرسيي.أدركت ذلك بعد أن تعانق الترابُ وملابسي وتعاشرت حصاوة الارض وشعر رأسي عندما زحفت على ظهري أرضاً لتأكيد مما أردت التأكد منه..
عندما إستوقفني ذلك الخبر الغريب بالنسبة لنا كفئة ذوي إعاقة في المملكة والذي كان يُفيد بأن رئيس الوزراء الأكرم والأفخم كما جاء في الخبر قام وبشكل مفاجئ وفعلا كانت مفاجئة لنا جميعا بزيارة مركزين لرعاية وتأهيل الإشخاص ذوي الإعاقة التابعين لوزارة التنمية الاجتماعية في جرش والظليل وأحد المراكز الأهلية الخاصة في عمان.يرافقه وجيه عويس وزير التنمية الإجتماعية لأهداف نبيلة جداً لا سيما أبرزها الإطلاع على واقع الحال في تلك المراكز وجودة الخدمة المقدمة لمن يقطنها.
قتلمتونا فأبينا الموت لأن الأمر لا بيدكم ولا بيدنا, همشتمونا حتى مللنا العيش في هذه الحياة الذي يعتبرنا السويين فيها عالتا عليها, أهملتمونا حد الإهانة, جوعتمونا حد الكرامة, عزلتمونا عن الحياة عن الإبداع عن العمل عن الهواء عن الأحلام. كل الأحلام صغيرها إن كان الطعام الذي نحتاج وكبيرها المستقبل الذي نرغب فيه. زدتم أوجاعنا بسياساتكم وضاعفتم معاناتنا بمعاييركم حرمتمونا بسمة الأمل والفرحة في قلوبنا وأغرقتمونا بدموع الحرمان ليس حرمان السمع ولا البصر ولا القدمين ولا الحديث بطلاقة بل حرماننا كل ما من شأنه أن يساعدنا على تخطي العقبات وتجاوز المحن وبلوغنا الحياة التي تليق بنا ومستقبل لطالما حلمنا به وإنتظرنا. فنحن بشر من حقنا أن نعيش كمثلكم نتتعلم كما تعلمتم ونبني كما بنيتم ونصل كما وصلتم ولكن بشرط أن تتوافر السبل وتكمن التسهيلات لتُعيننا على مصاعب الحياة.
وأين هي التسهيلات..وأين هي كرامة الإنسان المُبتلى في هذا الوطن الظالمُ مسوؤليه.
الباحث عنها سيجدها حبراً على ورق إما في أدراجهم أو على منصات إعلامهم.
لا تتوقع أبدا مني يا دولة الرئيس كأنسان من هذه الفئة أن أحمدك وأشكرك واُمجدك وأجعل منك حكاية رجل الزمان الصالح الذي همه الإطمئنان على معاقي وطنه وشغله الشاغل توفير كل احتياجاتهم ومستلزماتهم وتأمينهم بمستقبل يكفيهم عن الغير ويكفل كرامتهم وجميع حقوقهم في الحياة…فهل إستمعت لهموم الأشخاص أنفسهم دولتك.. هل سألتهم عن أحتياجاتهم.. هل بادرتهم إكتشافهم ومواهبهم وما يكمن في دواخلهم ثم أصدرت تعليماتُك بدعمها وصقلها والإهتمام بها…وهل لا يوجد مراكز ومعاقين إلا في تلك المناطق وأين أنت والمسؤل صاحب الشأن من مراكز البادية ومعاقي البادية الذين لو أصغيتم مسامعكم من عمان لسمعتم صراخهم نهاراً وأنينهم ليلاً…من ظلمكم لا من إبتلائهم.
لا نريد زيارتكم ولا نريد من أيدكم المسح على روؤسنا وألسنتكم تكرر يا حرام الله يشفيك
لا نريد زيارتكم ولا شفقتكم ولا منّتكم ولا مساعدتنا من جيوبكم.حتى الدمعة من أعينكم علينا لا نريدها.فقد ما نريده إفساح المجال أمامنا والإهتمام بنا وإعطائنا حقوقنا لنحقق ما نريد.
أصيل دولتك لأنك منحتنا سويعات من وقتك الثمين للسؤال عن حالنا…ولكن السؤال من دون الإجابة أبداً لا يكفي…أبداً لا يكفي.