إنجاز-سائدة السيد
آكدت مديرة مديرية الصيدلة والصيادلة السريرية السابقة في وزارة الصحة الدكتورة زينة هلسة، بأنه من الممكن أن يصوم معظم مرضى السكري بأمان خلال شهر رمضان إذا التزموا بإرشادات الأطباء المختصين.
وبينت ل«الرأي» أن الصيام خلال رمضان يؤدي إلى تغييرات أيضية تؤثر على مستويات السكر في الدم، ما قد يشكل تحديات لمرضى السكري.
ومن المخاطر الرئيسية لمرضى السكري وفق هلسة، وجود مستويات غير منضبطة من سكر الدم، سواء بارتفاعه أو انخفاضه، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية، والتي تشمل زيادة مراقبة سكر الدم الذاتية، وتعديل الأدوية المضادة للسكري لضبط فعالية الأنسولين وفقا لاحتياجات الجسم.
ولفتت إلى أن المخاطر التي قد يواجهونها، نقص سكر الدم نتيجة الامتناع عن الطعام لفترات طويلة، وارتفاع سكر الدم بسبب تناول وجبات كبيرة عند الإفطار أو السحور، والجفاف بسبب نقص السوائل خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
وتوصي الإرشادات الحديثة كما ذكرت بتخصيص خطة علاجية لكل مريض وفقا لاحتياجاته الفردية، وتشمل هذه العملية ثلاث مراحل رئيسية، أولها التقييم قبل رمضان، حيث يجب على كل مريض بالسكري يرغب في الصيام استشارة الطبيب قبل رمضان ب 6-8 أسابيع لإجراء تقييم شامل، من خلال مراجعة التاريخ الطبي ومستوى التحكم في سكر الدم، وتصنيف المخاطر إلى (مرتفع – متوسط -منخفض) لتحديد مدى أمان الصيام، بالإضافة لتقديم المشورة بشأن إمكانية الصيام ووضع خطة إدارة فردية في حال قرر المريض الصاع حت. لوكان ذلك ضد توصية الطبيب.
أما المرحلة الثانية فأشارت هلسة إلى أنها تشمل، تعديلات الأدوية خلال رمضان، حيث يجب تعديل جرعات الأدوية لتقليل مخاطر انخفاض أو ارتفاع سكر الدم، وذلك حسب نوع العلاج المستخدم، فأدوية الميتفورمين ومشتقات الأنسولين وأدوية إفراز الأنسولين تحتاج إلى تعديل الجرعة لتقليل خطر نقص سكر الدم.
في حين أن الأشخاص الذين يتناولون علاجات متعددة، يكونون أكثر عرضة لانخفاض السكر في الدم، لذا يجب متابعة جرعاتهم بحذر، والأفراد الذين يتناولون 3 أو أكثر من الأدوية المضادة للسكري، يُنصح بتخفيض الجرعات لتجنب المضاعفات.
ونوهت إلى أن المرحلة الثالثة تضم المتابعة بعد رمضان، فبعد انتهاء الشهر الكريم يوصى بمراجعة الطبيب لإعادة نقييم نظام العلاج، ومناقشة تأثير الصيام على مستويات السكر، وتحديد التعديلات اللازمة لضمان استقرار الحالة الصحية.
ونصحت هلسة مرضى السكري بمراقبة سكر الدم بانتظام، وذلك بقياسه عدة مرات يوميا لتجنب المخاطر، ومراقبة الجلوكوز المستمرة أو الفورية خاصة لمرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين، والتغذية المتوازنة، إذ يجب تجنب الإفراط في تناول الطعام وقت الإفطار والسحور، والحرص على تناول الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات، ناهيك عن ممارسة الرياضة بحذر، من خلال ممارسة الأنشطة الخفيفة، ولكن يجب تجنب التمارين المرهقة أثناء الصيام. وفيما يتعلق بإلزامية كسر الصيام، أوضحت أنه يجب إنهاء الصيام فورا إذا حدث انخفاض شديد في السكر (<70 ملغ/ ديسيلتر)، أو ارتفاع مفرط (>300 ملغ/ديسيلتر).