خليل النظامي
تحقيقات صحفية ام أمنية،،!!!!
أقول :
لم تكن الصحافة يوما محكمة، ولم يكن الصحفي يوما قاضيا،،،،
نحن كصحفيين عملنا يتمحور بالتحقيق والاستقصاء والتحري والتحليل والمقارنة، واستخراج المنفعة والضرر، وكشف وتقديم الفساد والفاسدين إلى القضاء بالأدلة الدامغة بهدف تحقيق العدالة.
وعندما أقول تحقيق صحفي، أنا أتحدث عن منهجية عمل متخصصة تتفوق على منهجية عمل تحقيقات الأجهزة الاستخبارية الذكية، التي تختلف بأسلوبها ونمطية عملها عن تحقيقات الأجهزة الأمنية.
وهناك فرق كبير بين ضابط التحقيق في الأجهزة الاستخبارية، وبين ضابط التحقيقات في الأجهزة الأمنية كالأمن الوقائي والبحث الجنائي، وبين الصحفي المتخصص بالتحقيقات.
وان لم يدرك الصحفي فلسفة التحقيق التي تعمل وفقها اجهزة الاسنخبارات العالمية، فلن يستطيع الوصول يوما إلى ممارسة فعلية وحقيقية لصحافة التحقيقات.
الملاحظات التالية على الإعلام الأردني :
اولا : الكثير من العاملين في وسائل الإعلام يتخلون عن شخصية الصحفي المهنية ومعايير عملها، ويلتصقون بنمطية شخصية ضابط الأمن الوقائي او البحث الجنائي في إعداد موادهم ومحاورة الضحايا والتحدث مع المصادر.
ثانيا : الكثير من العاملين في وسائل الإعلام يمارسون دور المحقق ودور القاضي في آن واحد، وهذا سلوك غير مهني، وانا شخصيا أستطيع من خلال ذلك معرفة من يسيطر على هذا الصحفي وكيف يوجّه ومن قبل من يوجّه.
ثالثا : كمتخصص ولدي خبرة طويلة في الممارسة المهنية للصحافة، أستطيع بكل سهولة ان افكك القضايا التي تشكل الرأي العام، وإعادتها لأصلها الأول واكتشاف ان كانت تشكلت بانسياب طبيعي، ام بتوجية وتسيس من قبل جهات رسمية او خاصة محلية او خارجية.
رابعا : اعتياد الصحفي او العامل في الوسائل الإعلامية الالتصاق بشخصية ضابط تحقيقات الأمن الوقائي او ضابط تحقيقات المخابرات واتباع أساليب عملهم سيفقده بعد فترة شخصية صحفي التحقيقات، ويلبسه شخصية اخرى تبعده عن معايير الموضوعية والحياد والدقة.
ونصيحتي للجميع :
تذكر في عملك انك صحفي، ولست ضابط محاربات او ضابط امن وقائي، ولست قاضي.
فتمسك بشخصية الصحفي التي لا توازيها شخصية مهنية في العالم، وتسمو على كل المهن بها، كي لا تعرض نفسك للكشف من قبل الباحثين والمتخصصين وكشف من يوجّهك.
#خليل_النظامي