يقول الأردنيون عادة، الشر من شرارة، وذلك في معرض تحذيرهم للكافة من أن يتسبب احد في إحداث شرارة قد تصنع شرا يؤذي الجميع.
مناسبة هذا المثل هي ما نشهده أحياناً من خروج عن المسار الوطني الأردني الذي واصل نهج السلامة والأمن والإستقرار منذ تفجر جحيم العرب الذي سمي ربيعا.
عندما تنظم مسيرة دعما للأشقاء في غزة يشارك فيها آلاف يبادر من بينهم نفر قلة يخرجون عن ذلك المسار الوطني بتوجيه عبارات نابية تسيء لجيشنا وقواتنا الأمنية البواسل. وهو أمر غاية في الظلم مرده جهل في تاريخ المؤسسة العسكرية والأمنية وتضحياتها وشهدائها عبر تاريخ قضية فلسطين.
لهذا قال الحكماء الشر من شرارة، محذرين من خطورة إحداث تلك الشرارة التي قد تحدث شرا اكبر لا قدر الله.
القطبة المركزية في مسار الأردن عبر التاريخ هي سلامة نسيجه الإجتماعي ووحدة صفه وكلمته وموقفه، وهي قطبة يتحمل الجميع وبالذات العقلاء الذين عايشوا تاريخ الأردن، سلامتها وقوتها ولا عذر أبدا لأي تجاهل أو تنكر لها من جانب أي كان.
المنطقة كلها تموج بمخاطر كبرى وأطماع وتطلعات تغيب فيها الحكمة والرشد وحتى العقل، ولهذا فإن سلامة بلدنا ووحدتنا وأمننا أمور نتحمل جميعا مسؤولية صونها والتشبث بها وإلا فنحن نتخاذل عن واجب وطني يرقى إلى حد القداسة.
الحكمة مطلوبة جدا منا جميعا في العائلة الأردنية كلها من الهضبة إلى العقبة.
تقدير ظروف الأردن المحلية والإقليمية والدولية أيضا أمر لا بد من أن يؤخذ بعين الاعتبار عند التفكير في كل ممارسة لدعم الأهل في غزة، تماما كما يفعل العرب جميعا بلا إستثناء.
الأردن وحيدا ليس بمقدوره أن يفعل ما نتمنى أكثر مما يفعل حاليا متقدما على كل من سواه.
هذا أمر ندركه جميعا، وندرك خطورة ما يتمناه لنا العدو وأعوانه الذين يسعدون قاتلهم الله بأي خلل في وحدة صفنا وسلامة نسيجنا الإجتماعي الذي يبهرهم صموده ووحدته.
هذا يعني أن الحكمة وتقدير الموقف وإدراك المخاطر يجب أن تكون هاجسنا الأول حفاظا على بلدنا من كل مطمع، ومن شرارة قد تحدث شرا لا سمح الله.
هو سبحانه من أمام قصدي.
