رواق يُعرف باسم الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، في السجن المدني بالمرناقية، واحد من أكبر السجون في تونس، هذه ليست بالمزحة، وإنما حقيقة تحدث عنها لطفي عز الدين عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب.
ففي جلسة الاستماع بلجنة الحقوق والحريات بالبرلمان التونسي، أكد لطفي عز الدين، الجمعة 17 مارس/آذار 2017، وجود رواق(قسم) يحمل اسم “ه. و”، وكان يُعرف بين المساجين برواق هيفاء وهبي، مخصص للمساجين “الذين لديهم ميول جنسية مختلفة”، حسب تعبيره، بالإضافة إلى الشخصيات العامة.
واستنكر عز الذين ما سمَّاه التمييز بين السجناء “خاصة أن سجناء هذا الرواق كانوا يتمتعون بامتيازات خاصة، والإقامة فيه تكون بالمحاباة”، حسب قوله.
ويتحدث (س.م)، سجين حق عام سابق لـ”هافينغتون بوست عربي”، رفض الكشف عن اسمه، قائلاً: “عندما دخلت السجن سنة 2012 لم أكن من المحظوظين حتى أقيم في رواق هيفاء وهبي، الذي يعد 5 نجوم “، حسب تعبيره.
ويؤكد السجين السابق أيضاً أن الرواق يتكون من جناحين جناح “ه” مخصص للشخصيات ورجال الأعمال وجناح “و” للمساجين “الذين لهم ميول جنسية أخرى”.
وعن أسباب تسميته بجناح هيفاء وهبي، قال إن المساجين أطلقوا هذا الاسم “نظراً لرفاهية الإقامة هناك، فالرواق مزود بجميع وسائل الراحة، منها جهاز تلفاز كبير الحجم بجهاز تحكم، بحيث يستطيع المساجين مشاهدة ما يريدون”.
ويضيف أن هناك بيت استحمام خاصاً داخل الرواق، إضافة إلى وسائل التدفئة، كما أن هذا الجناح لا يتم غلقه، ويستطيع السجين التنقل بكل حرية داخله.
أما بخصوص الطعام، فقد أكد لطفي عز الدين، عضو الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، أن نزلاء الرواق يتمتعون بطعام يحضر داخل السجن، وهو جيد جداً، على حسب تعبيره، في حين يتذمر بقية المساجين من رداءة طعامهم.
وكان تقرير صحفي نشرته صحيفة “أخبار الجمهورية” التونسية، قد حكى عن العناية الفائقة ودرجة النظافة اللافتة للانتباه داخل هذا الرواق مقارنة ببقية الأروقة.
كما ذكر التقرير أن هذا الرواق يحتوي على ملعب مزروع بالنجيلة الخضراء، حتى يتمكن المساجين من الترفيه عن أنفسهم.
في تصريح سابق لصحيفة الصباح التونسية، أكد عضو نقابة الأمن الجمهوري، هيكل دخيل، أن عدداً من الوزراء السابقين أقاموا في هذا الرواق.
وهذا ما أكده (س.م) السجين السابق لـ”هافينغتون بوست عربي”، قائلاً إن أفراداً من عائلة ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، مثل عماد الطرابلسي ابن شقيقها، وعدد من الوزراء الذين سجنوا بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011، أقاموا في رواق هيفاء وهبي”.
وللتأكد من صحة الرواية اتصلت “هافينغتون بوست عربي” بقيس السلطاني، الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والإصلاح، الذي أكد أن الإدارة العامة للسجون والإصلاح أصدرت عدة مرات بلاغات أكدت فيها أن جميع الأروقة في السجن المدني بالمرناقية بنيت بنفس المواصفات، وأن جميع المساجين يعاملون بنفس الطريقة.
ولدى سؤالنا عن حقيقة تسمية الرواق باسم هيفاء وهبي، والامتيازات التي يتمتع بها المساجين الذين يقيمون فيه، قال: “هذا الموضوع بالذات لن أجيب عنه، ولن نتكلم عنه بالمرة”، من دون أن يضيف شيئاً.
ويعتبر سجن المرناقية من أكبر السجون في تونس، وقد تأسس في سبتمبر 2006 بطاقة استيعاب تقدر بـ5400 سجين، لكن يعاني هذا السجن من اكتظاظ كبير.
وعبَّر المقرر العام للأمم المتحدة “بان اميرسون” عن قلقه إزاء ظروف إقامة السجناء، بما أن نسبة الإشغال تجاوزت 150%.
موضوعات قد تعجبك