خلف وادي الخوالدة
يستذكر الاردنيون بكل فخر وكبرياء فى الحادى والعشرين من آذار كل عام ذكرى معركة الكرامة الخالدة. تلك المعركه التي جاءت بعد نكسه/ 67 عندما انتاب القوات الصهيونيه الغرور وأصبح البعض يطلق عليها اسم ” الجيش الذي لا يقهر ” مما جعلهم أن يغامروا بهجوم مدعوم بقوات برية مجحفلة مزودة بأحدث أنواع الأسلحة وغطاء جوي كثيف ودعم لوجستي متواصل. ظناً منهم أنهم ذاهبون إلى نزهة في مرتفعات الأغوار الشرقية وبعض الأجزاء من المناطق الأخرى من الأراضي الأردنية والبقاء فيها حيث يشاؤون كما حصل عام/67 عندما فرضت ظروف خارجة عن إرادة الأردن آنذاك أدت إلى ما سمي بنكسة/ 67. إلا أن بواسل الجيش العربي الأشاوس كانوا لهم بالمرصاد ولقنوهم درساً قاسياً وخسائر فادحة بالأرواح والمعدات اعترف بها العدو نفسه قبل الصديق. مما جعلهم يتوسطون ويتوسلون لوقف إطلاق النار لاندحار فلولهم وسحب قتلاهم وآلياتهم ومعداتهم المعطوبة. إلا أن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الحسين ابن طلال طيب الله ثراه رفض رفضاً قاطعاً وقف إطلاق النار إلا بعد تطهير أرضنا من آخر فلولهم. وشوهدت بعض آلياتهم المدرعة التي أحضرت إلى ساحة امانة العاصمة سابقاً والجنود الصهاينة الجبناء مكبلين بالجنازير المثبتة على جسم آلياتهم خوفاً من هروبهم من أرض المعركة. ولا ننكر على رجال المقاومة الفلسطينيه بسالتهم عندما اختلطت دماء شهدائهم الزكية مع دماء إخوتهم من شهداء الجيش العربي دفاعاً عن وطن الأنصار والمهاجرين.
•هذه الذكرى العطرة ستبقى خالدة في الذاكرة والوجدان تتوارثها الأجيال عبر الأيام والزمان. ذكرى شاء القدر أن تقع في موقع أرض الكرامة لتعيد قواتنا المسلحة الباسلة ” الجيش العربي ” الكرامة للأمة بعد نكسة عام/ 67 تلك المعركة التي تصدى بواسل الجيش العربي لقوات العصابات الصهيونية المحتلة المدعومة بأحدث الأسلحة والمعدات والطائرات بلا قيود أو حدود من دول عظمى أوجدت هذه العصابات لاحتلال الأراضي العربية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحيه وقتل وتشريد اهلها الشرعيين. ولا زالت تدعمها وتقف سداً منيعاً ضد أي قرار دولي يدين احتلالها وممارساتها وغطرستها وإرهابها الذي بدء منذ بدايات الإحتلال ولا زال مستمراً حتى أنه شمل الدول العربية والإسلامية دولةً تلو الأخرى دون معرفة لنتائجه ونهاياته.
•رحم الله شهدائنا الأبرار الذين جبلوا بدمائهم الزكية ثرى أرض الكرامة الخالدة وثرى فلسطين الغالية في معارك الشرف والرجولة والكبرياء في سهول عكا وحيفا ويافا واللطرون وباب الواد وأسوار القدس الشريف والسموع وجنين والجولان وغيرها الكثير دفاعاً عن الأمة بأسرها.
•حمى الله الأردن الغالي وقيادته الفذة الحكيمة من آل هاشم الأبرار وحمى الله قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية رمز فخرنا وحماة أمن واستقرار وطننا وصون منجزاته. ليبقى هذا الحمى آمناً مستقراً شامخاً قوياً عزيزاً عصاياً على كل المؤامرات والدسائس والأحقاد. موئلاً وملاذاً لمن لا موئل ولا ملاذ له من أحرار الأمة.