العميد المتقاعد هاشم المجالي
كوني كأي مواطن أردني لا يجذبني الإعلام المرئي الأردني (مؤسسة الإذاعة و التلفزيون )واشاهد مجموعة قنوات mbc … ففي كل مرة أشاهد فيها دعايات بعض المسلسلات التركية , أسأل نفسي فيها عن أهداف هذه المسلسلات وغاياتها وما تحققه عند المشاهد العربي ؟ إلى أن تابعت بعض الحلقات لبعض المسلسلات التركية ، فكان العجب العجاب في هذه المسلسلات، ففي أحد هذه الحلقات، يكون في مشهد يظهر فيه إجتماع مجلس إدارة شركة تنتج احذية وملابس نسائية ، فعندما سألوا بطل المسلسل ماذا يعني له حذاء المرأة كونه مدير الشركة ، كانت الصاعقة من إجابته الآتية : أن حذاء المرأة يعبر عن شخصيتها وهو مصدر ثقتها بنفسها والهامها لجمالها . و في مشهد آخر في نفس المسلسل كان هناك ظهور بارز وبشكل ظريف و محبب لممثلين يقومون بدور الشواذ المتشبهين بالنساء (الطنطات ) بحيث يجعل المتابع للمسلسل ينتظر سلوكهم المضحك و المحبب و يتشوق إلى مشاهدة الكثير من الأدوار لهم.
وفي مشهد لمسلسل آخر تظهر مجموعة من الشخصيات والأبطال الشبابية التي لا يعرفون نسبهم لآبائهم، وفي كل حلقه يكتشف أحد الممثلين أن والده الذي رباه ليس والده بالدم ، وإنما والد حبيبته، وتكتشف حبيبته أن والدها هو من ربى حبيبها الحميم..
وفي حلقات كثر يظهرون أن الفتيات اللواتي ليس لهن اية علاقة غرامية مع شاب قبيحات ، أو مريضات نفسيا ، أو معقدات اجتماعيا.
ومع ذلك حاولت أن أبحث عن قيم إسلامية أو تقاليد و عادات تركية تحترم المرأة المتزوجة أو الفتاة المثقفة والمحافظة على سمعتها وانوثتها، فلم أجد آي حوار أو مشهد يدل على وجود مثل هذه القيم العربية الإسلامية والتركية …
بل أنني وجدت هذه القيم مشوهه ، و كانت كلها تحت عنوان الخيانات الزوجية والعلاقات العاطفية المحرمة ، التي تؤدي إلى وجود أطفال من علاقات غير شرعية، ودائما ردود الفعل تكون طبيعية لا تتجاوز حد المفاجأة والتعامل معها على أنها حدث عادي موجود في المجتمع التركي …
فإذا حللنا ما ذكرته فإننا نصل إلى نتائج خطيرة وهي كما يلي. ..
1-ان على بناتنا أن يتجاهلوا الكثير من التعاليم و القيم والثقافه الإسلامية والعربية، وأن تعتمد على كندرتها ” قشور انثوية ” لبناء شخصيتها وثقتها بنفسها.
2-و ان وجود الطنطات في مجتمعاتنا (سواء جامعات، أو أسواق، أو مجالس ) شيء ظريف ومحبب ومقبول، كما يشجعون شبابنا على التعرف عليهم ، والاقتداء بهم .
3-يغرسون في كل عقل وقلب فتاة أو شاب أن يكن لهم علاقات غرامية لإثبات انوثتهن أو رجولتهم، وأن التجاوزات في العلاقة مقبولة وطبيعية .
4- أن الشباب(ذكورا واناثا ) المحافظين والمتربين على القيم الصحيحة ، سوف يكونون منبوذين في مجتمعاتنا ؛ كونهم متخلفين حضاريا
5- و ان اللباس الفاضح للفتيات هو تحضر ورقي ، و كلما ارتفع سقف التنورة أو قصر حجم البلوزه تكون الجاذبية والاهتمام ، و فرص العمل و الزواج أقوى.
6- و اخيرا أن العلاقات الزوجيه تبنى على الهدايا والكلام الرومانسي، فإذا انفقدت هاتان الصفتان فإن الزوج أو الزوجة له ما يبرره للخيانة.
علما أنني استطلعت آرأء الكثير من الأصدقاء والمعارف بتركيا، وأخبروني بأن هذه المسلسلات لا تمثل الواقع الإجتماعي التركي، وأن نجوم هذه المسلسلات هم نجوم في العالم العربي فقط ولا يعرفونهم بتركيا .
ومن هنا فإننا نصل إلى نتائج خطيرة تبثها قناة mbc من خلال المسلسلات التركية لا تقل خطرا عن الأفكار الداعشية التي تدمر الثقافة والتعاليم الإسلامية والعربية ، وينتج عنها تشرد وتفكك اسري ؛ فكثير من حالات الطلاق حصلت بسبب هذه المسلسلات ، وكثير من الفتيات والشباب ابتعدوا عن القيم الصحيحة بعدما تغيرت مفاهيمهم بسبب هذه المسلسلات ، وكلنا نعلم أن الشباب (ذكور وإناث )هم عماد حضارة أي أمة .
كما أن الكثير من المسلسلات والدراما العربية بدأت تقلد هذا النمط التركي، من خلال مشاهد ماسخة ، وعروض أزياء بطريقة فاضحة ، لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وديانتنا ؛ مما أدى إلى انعكاسات خطيرة عند الشباب ، و خصوصا الفتيات اللاتي تحولن إلى لبس شرعي فاضح، أو لبس غربي افضح ، وعلاقات غرامية عند طلبة المدارس، وخيانات زوجيه بالمجتمع.
ان الفكر الداعشي يخاطب عقول الشباب ويلوثهم ، ويعطشهم إلى حضارة تبنى على القتل والتدمير وإراقة الدماء، كما أن هذه المسلسلات تخاطب عقول الشباب غرائزهم وتلوثها ، وتدمر فيهم الحياء والحلال والحرام ، و الشرف والكرامة، فتدمر ما بقي من أسرنا المحافظه التي هي نوى مجتمعاتنا.
ومن هنا فإنني جلست مع عائلتي الصغيرة ، وتناقشنا حول هذا الموضوع، فكانت بعض هذه الأفكار مستوحاه من هذا الإجتماع، ووصلنا إلى قناعة تامة بعدم متابعة هذه المسلسلات والاستغناء عنها نهائيا.
اللهم احفظ امتنا من كل فكر ملوث يدمر عقول ابنائها وحيائهم
والحمدلله رب العالمين.