إنه الثاني من حزيران.. عندما أبصرت «الرأي» النور في ذلك اليوم المجيد من العام 1971, بعد أن قررت كوكبة من الرواد, أن تطلق مشروعاً طموحاً يحمل رسالة الاردن الى أبناء الوطن ويكشف في وضوح وجرأة وشفافية, ما نحن عليه في الاردن أمام كل من يريد أن يعرف تاريخ هذا الوطن والطموح الذي نسعى الى تحقيقه في وطن كانت رسالته على الدوام الانحياز بلا تحفّظ أو تردد للعروبة والوحدة التي كانت شعار الثورة العربية الكبرى والتي دفع من أجل رفع رايتها خفاقة, الاباء والاجداد دون ان يأبهوا للاثمان التي دفعوها وان تأخذ من عزيمتهم قوة الاعداء أو يأس اليائسين..
لهذا كان شعار «الرأي» وما يزال وسيبقى خريطة الوطن العربي الكبير, الذي ما يزال في نظر الاردنيين هو الوطن الذي يجمع الامة والسبيل الى رفعتها ونهضتها وتجاوز كل ما يعيق التقاء ابنائها على الجوامع والمشتركات, رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا في العقود الأخيرة, ايماناً من الاردنيين وقيادتهم الفذة بأن المقبل من الايام والسنين سيكون لخير الامة واستعادة تضامنها وانطلاقة موفقة للعمل العربي المشترك الذي سيشهد إحياء طال انتظاره.
في عيد «الرأي» نَعِد ونحن نعبر بصحيفة الوطن الأولى عاماً جديداً, أن تبقى «الرأي» كما عهدها القائد والشعب, صوتاً للاردنيين منحازة لقضايا شعبه ومنتصرة لحق الاردنيين في معرفة الحقيقة ومدافعة عن الثوابت الوطنية وملتزمة بأجندته الوطنية, تضيء على الانجازات ولا تتردد في توجيه الانتقادات حتى اللاذعة منها لأي تقصير أو إهمال أو فساد, في الوقت ذاته الذي تدعم فيه الممارسات الديمقراطية واحترام الدستور وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير في إطار القانون وإعلاء شأن الحوار ورفض العنف والارهاب والوقوف في وجه التطرف والغلو والخروج على ثوابت الدين ومصالح المجتمع.
في عيد «الرأي» ونحن ندرك الصعوبات التي تواجهها الصحف الورقية لأسباب لم تعد خافية على أحد, نجدد العهد والوعد, بأننا في هذه الصحيفة التي تقترب من الاحتفال بمرور نصف قرن على صدورها, على نحو باتت, تعتبر فيه ركناً اساسياً في المشهد الوطني الاردني المعاصر, سنكون عند حسن ظن ابناء شعبنا وأن نبقى على ما كنا عليه في الانحياز للوطن وقضايا المواطن المعيشية وحقه في معرفة الحقيقة, بعيداً عن المزاجية أو التعتيم ورفضاً لكل محاولات المسّ بمصالح الوطن العليا أو الانزلاق الى هاوية التشهير أو تصفية الحسابات أو ترويج الشائعات, بل حياداً وموضوعية ونزولاً الى الميدان لمعرفة ما يجري ونقله دون تأجيج أو اثارة أو بحثاً عن شعبية زائفة أو رغبة في الظهور بمظهر الضحية أو استدراج عطف الجمهور.
في عيد «الرأي» ستبقى الرأي كما كانت صحيفة الوطن التي لا تخيفها التهديدات ولا تنحني امام العواصف أو يُصيبها اليأس أو الخمول جراء تراجع الاعلانات أو المبيعات, بل ستمضي قدماً في تنفيذ خطتها الرامية الى إحداث انطلاقة نوعية ومطلوبة في مجالات التحرير والاخراج وتنشيط سوق الاعلانات ودائماً في الابقاء على «الرأي» صوت الاردن المدافع عن ثوابته ومصالحه العليا والمنبر الذي يجد كل الاردنيين اياً كانت اراؤهم ملاذاً يلجأون إليه للتعبير عن مواقفهم دون حجب أو تعتيم أو تدخل في المضمون ما خلا الخروج على التقاليد والأعراف والاخلاق.